باستثناء عروض الأفلام الفلسطينية التي تعرض في أكثر من مدينة عربية، فإن المعارض الفنية ورسم الكاريكاتير باتت الفضاء الأبرز في التعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يتعرّض لعدوان إسرائيلي همجي يتواصل في شهره الثاني.
احتضنت العاصمة الأردنية معارض عدّة خلال الشهر الماضي، واحد منها افتتح في "دارة الفنون" التي تعرض مجموعتها الدائمة من الأعمال التي تتناول القضية الفلسطينية، كما نظّمت "رابطة رسامي الكاريكاتير" معرضاً ضمّ أعمالاً لرسامين من مختلف أنحاء العالم، إلى جانب معرض جماعي يقام في "غاليري وادي فينان" ويشارك فيه بعض الفنانين الغزيّيين.
في هذا السياق، افتتح مساء الأحد الماضي في "المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة" بعمّان معرض "كلّنا غزة"، الذي يضمّ أعمالاً لأكثر من خمسين فناناً من غزة تتناول "المعاناة التي مرّت وما زالت تمر على الشعب الفلسطيني، وعلى هذا البقعة منذ بداية الاحتلال الى يومنا هذا"، بحسب بيان المنظّمين.
وأضاف البيان ذاته "تضامناً مع أهلنا وأشقائنا في غزة وفي فلسطين، وتنديداً بحرب الإبادة التي يشنّها الكيان الصهيوني، ولما يمرون به من تشريد وقتل ومعاناة، نظم المتحف فعاليات اشتملت على المعرض، وفعالية مفتوحة للرسم الجماعي وفن الغرافيتي في حديقته".
ويتواصل المعرض، الذي تعرض فيه أكثر من سبعين لوحة من رسومات فناني قطاع غزة، حتى نهاية الشهر المقبل، إذ يُرصد ريع لوحاته للفنانين الفلسطينيين وذويهم المتضررين من العدوان الإسرائيلي، ومنها لوحة للفنان الغزّي خالد عيسى الذي استشهد خلال العدوان الإسرائيلي المتواصل، فيما لا يعرف مصير كثير من الفنانين المعروضة لوحاتهم في المتحف.
وأشار الفنان خالد خريس، مدير عام المتحف، في كلمته خلال حفل الافتتاح، إلى أن ماكينة الإعلام الصهيونية والمنحازة لها قامت بتزوير الحقائق، وبث الأكاذيب، ومنع وصول مشاهد البطش والقتل والدمار، لكن الحقيقة بدأت تتكشف بصمود الفلسطينيين، متابعاً "تحية لرجال المقاومة في غزة الحرة الأبية الصامدة وفي الضفة وكل بقاع فلسطين".
وتتنوّع الأعمال المعروضة في موضوعاتها والتقنيات المستخدمة، علماً أنه تمّ إرسال معظمها أخيراً من قبل المشاركين الذي يعيشون في غزة تحت القصف البريري.