أعلنت "المكتبة السينمائية التونسية" في "مدينة الثقافة الشاذلي القليبي" بتونس العاصمة عن برنانج خاص ينطلق عند التاسعة من مساء الخميس المقبل، بمناسبة حلول رمضان، ويتواصل حتى الخامس عشر من الشهر المقبل.
تعود المكتبة إلى الأرشيف السمعي البصري للناقد السنيمائي خميس الخياطي (1946) الذي قامت بجمعه وتقديمه في معرض أُقيم العام الماضي، وتضمّن حوالي ثلاثمئة حلقة مسجّلة من برنامجه الإذاعي الذي قدّمه لعقود على أثير "إذاعة فرنسا الثقافية"، وحوارات أجراها مع شخصيات سينمائية عربية وأجنبية.
كما عُرضت مقالاته التي نشرها في الصحافة منذ أواخر ستّينيات القرن الماضي، ومؤلّفاته مثل "فلسطين والسينما" (1976)، و"النقد السينمائي" (1983)، و"عن السينما المصرية" (1986)، و"صلاح أبوسيف، مخرج مصري" (1990)، و"إشكالية التعبير السينمائي الفلسطيني" (1995)، و"السينمات العربية" (1996)، و"نجوم بها تهتدون" (1998)، و"بحثاً عن الصورة" (2001)، و"تسريب الرمل.. الخطاب السلفي في الفضائيات العربية" (2006)، و"الدنيا هبال" (2013)، و"العين بصيرة.. في الشأن التلفزي التونسي" (2016).
وتزاوج العروض الرمضانية بين الأفلام والموسيقى، حيث تنطلق بفيلم "السفراء" (1975) للمخرج الناصر القطاري، وهو من أولى الإنتاجات في السينما التونسية حول موضوع الهجرة، عبر تصويره حياة وأوضاع المهاجرين التونسيّين، والمغاربة عموماً، الذين توافدوا على فرنسا في السيتينيات، وشكّل العمّال الموجة الأولى منهم إثر اتفاقيات رسمية وُقّعت بين فرنسا وتونس آنذاك، كما يركّز الفيلم على صدمة هؤلاء المهاجرين من الممارسات العنصرية التي واجهوها.
يُعرض أيضاُ فيلم الرسوم المتحرّكة "مغامرات الأمير أحمد" (1926) للمخرجة الألمانية لوتا رينغر، الذي اقتُبس من كتاب "ألف ليلة وليلة" عن قصّة تجمع أميراً وجنّية يخوضان معركة بمساعدة علاء الدين ضدّ ساحر أفريقي، ويليه حفل للموسيقيّين جهاد خميري ومالك بن حليم.
وفي الرابع من الشهر المقبل، تُعرض مجموعة حوارات أجراها الخياطي مع فنّانين تونسيّين منهم النوري بوزيد، وسلمى بكار، وفريد بوغدير، وعبد اللطيف بن عمار، وهشام رستم، كما يتضمّن البرنامج عرض فيلمين قصيرين هما "ساحة الحفصية" و"المتمرد" من إخراج عمار الخليفي، و"تحت مطر الخريف" من إخراج أحمد الخشين، و"آخر واحد فينا" من إخراج علاء الدين سليم، وحفلاً موسيقي لعازف البيانو عمر الواعر.