لأربع سنوات، ظلّ "المهرجان الدولي للمسرح المُحترف" غائباً عن مدينة بجاية الجزائرية. أُقيمت التظاهرة، أوّلاً، في العاصمة؛ حيث جرى تنظيم دورتَيها الأُولى والثانية عامَي 2009 و2010، ثمّ انتقلت في 2011 إلى "عاصمة الحمّاديّين" (250 كلم شرق الجزائر العاصمة) ضمن توزيع المهرجانات بين المدن الجزائرية في محاولة لتحقيق نوع من اللامركزية الثقافية.
غاب المهرجان في 2019 بسبب الحَراك الشعبي الذي شهدته الجزائر في تلك السنة، ثمّ استمرّ غيابُه في السنتَين التاليتَين بسبب الظروف الناتجة عن انتشار جائحة كورونا. وفي 2022، عاد مُجدَّداً لكن من مكان آخر؛ إذ أُقيمت الدورةُ الحادية عشرة في مدينة أقبو بولاية بجاية، بسبب تعذُّر إقامتها في "المسرح الجهوي عبد المالك بوقرموح"، الذي أُغلق بعد زلزال ضرب المدينة في آذار/ مارس 2021.
هذا العام، يعود المهرجان مُجدَّداً إلى "مسرح بجاية الجهوي" في دورته الثانية عشرة التي تنطلق السبت المُقبل، الرابع عشر من تشرين الأوّل/ أكتوبر، وتستمرّ حتى الحادي والعشرين منه، بمشاركة سبع فرق مسرحية من سورية وتونس ومصر وإيطاليا والكونغو والسنغال، إضافةً إلى كوبا التي تحلّ ضيف شرف على الدورة.
إضافة إلى العروض الأجنبية، تُعرَض في "دار الثقافة طاووس عمروش" ستُّ مسرحيات جزائرية حازت جوائز محلّية أو أجنبية؛ وهي: "العنوان" لمسرح قسنطينة، و"الفلوكة" لمسرح سكيكدة، و"ناكر لحسان" لمسرح القليعة في تيبازة، و"التحدّي" لمسرح سطيف، و"جادب" لمسرح بومرداس، و"تارغيث" لجامعة بجاية، كما تُقام بعض العروض في عدد من ساحات المدينة.
تكرّم الدورةُ المسرحيَّين الجزائريَّين موهوب لطرش وفتيحة سلطان. وعلى هامش العروض، تحتضن "جامعة بجاية" ملتقىً أكاديمياً حول "مسرح المقاومة خلال الحرب" بمشاركة باحثين وأكاديميّين من جامعات جزائرية مختلفة، كما تُقام ورشات تدريبية حول التمثيل المسرحي، وقراءاتٌ لقصص الأطفال في مدارس بمناطق تعرّضت لحرائق خلال الصيف الماضي.