"الهروب بما كنت أرتديه".. نسيج يروي عذاب المهاجرين

31 أكتوبر 2024
من المعرض
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- ميشيلين أمبوما، لاجئة من جمهورية الكونغو الديمقراطية، تعرض ملاءاتها كملابس في معرض "الهروب بما كنتُ أرتديه" في مدريد، بعد رحلة هروب طويلة.
- يسلط المعرض الضوء على قصص المهاجرين من خلال الملابس، مثل قصة محمد المغربي وفاريبا قريشي الأفغانية، حيث تعكس كل قطعة معاناة اللاجئين وتحدياتهم.
- يهدف المعرض إلى رفع الوعي حول واقع اللاجئين وكسر الصور النمطية، باستخدام نهج شخصي ورمزي، مدعوم بقصص ومواد سمعية وبصرية.

اضطرت ميشيلين أمبوما إلى الفرار من جمهورية الكونغو الديمقراطية قبل 15 عاماً، بعد أن قتلت مليشيات مسلّحة زوجها واحتجزتها رهينة لمدة أسبوعين. في ذلك الوقت كانت حاملاً. تتذكّر قائلةً: "غادرت بما كنتُ أرتديه". هكذا بدأت رحلةً طويلة، عبرت فيها طرقاً وبحاراً. وفي هذه الرحلة ولدت ابنتها. على طريق السفر، قامت ميشيلين باستخدام الملاءات والأغطية كملابس، خصوصاً عندما كانت مضطرة إلى غسل قطعة الملابس الوحيدة التي كانت تلبسها. لم تحمل معها أية وثيقة تثبت شيئاً عنها: اسمها، هويتها، حياتها، حقائبها. لقد فقدت كل شيء في البحر. 

حالياً تعيش ميشيلين في إسبانيا مع ابنتها التي تبلغ من العمر 17 عاماً. غير أن الملاءات والأغطية التي كانت تستخدمها كملابس لها في عبورها لم تفرط بها، وهي الآن معروضة مع قطعٍ وأقمشة وأشياء أُخرى في معرض "الهروب بما كنتُ أرتديه"، المقام حالياً في متحف "تراخي" بمدريد، ويتواصل حتى الثاني من شباط/ فبراير 2025.

يعيد المعرض بناء قصص المهاجرين من خلال الملابس والأقمشة والأشياء التي ارتدوها عندما اضطروا إلى الفرار من بلدانهم. كل قطعة قماش موجودة في المعرض تروي قصة لاجئ أو شخص اضطر للهرب من بلده لسبب من الأسباب.

بحقيبة صغيرة وقميص كرة قدم وصندل، سنتعرّف على قصة محمد، الشاب المغربي، الذي حاول أكثر من 10 مرّات عبور الحاجز قبل أن تطأ قدماه الأرض الإسبانية، بحثاً عن مستقبل أفضل وحياة "أكثر كرامة وأقل عذاباً"، كما يقول. 

ومن خلال برقع أفغاني داكن اللون، سنتعرف أيضاً على قصة فاريبا قريشي، القاضية الأفعانيّة التي وجدت نفسها بين ليلة وضحاها مضطرة للخروج من بيتها بعد سيطرة طالبان على البلاد عام 2021. ولكونها امرأة وقاضية، كانت حياتها في خطر. لذلك وضعت على جسدها برقعاً داكناً كي تحمي نفسها. "كان ذلك البرقع الأسود سبب نجاتي، ولذلك احتفظت به". 

إضاءة واقع اللاجئين في سياق خطابات الكراهية السائدة في أوروبا

كل قطعة ملابس في المعرض هي تعبير عن الظرف الذي مرّ به إنسان ما، وهي نسيج من لحظات العذاب التي مرّ به. من هنا يهدف المعرض إلى رفع مستوى الوعي وتقريب واقع اللاجئين لكسر الصور النمطية وتعزيز التعاطف من خلال نهج شخصي ورمزي مهم: الملابس.

تشكل قطع الملابس والإكسسوارات العمود الفقري للمعرض، وهي مستوحاة من شهادات اللاجئين التي تسهّل إجراء حوار شخصي للغاية مع الزوّار. بالإضافة إلى ذلك، دُعم المعرض بقصص فردية، ومواد سمعية وبصرية، ورسوم بيانية، وصور فوتوغرافية، وغيرها. أما بالنسبة للسرد، فيُدعم حول واقع اللاجئين من خلال الأشياء التي رافقتهم أثناء فرارهم من بلادهم، أثناء رحلتهم أو عند وصولهم إلى إسبانيا، مما يساعد على استكشاف المراحل المختلفة التي تمرّ بها حالتهم، منذ لحظة الهروب، حتى وصولهم إلى البلد المضيف.
 
هكذا تتحوّل تلك الأشياء، التي تبدو للوهلة الأولى بلا قيمة، إلى مساحة للتأمل، من خلال تسليط الضوء على دورها في رحلة عبور الأشخاص الذين يقفون وراءها، لا سيما في سياق بدأت فيه خطابات كراهية الأجانب والعنصرية تتجسد بشكل علني كما هو الحال في الخطة الأخيرة لرئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني لترحيل المهاجرين إلى ألبانيا. 
 

المساهمون