استمع إلى الملخص
- يضم المعرض 250 عملاً فنياً وأرشيفياً، منها لوحات ومنحوتات ووثائق تاريخية، مقسمة إلى فصول مثل "الجمهورية الجديدة" و"الحياة اليومية"، مع لوحات بارزة كـ"مقتل مارا" و"الحرية".
- ينظم المتحف ندوات تناقش مواضيع مثل "المواطنة والحرية" و"مراقبة السكان"، مع جولات افتراضية حول آثار عام 1793 في باريس اليوم.
ما الذي حدث في باريس خلال عام واحد بدءاً من الثاني والعشرين من أيلول/ سبتمبر 1793؟ وأيّ صراعات عاشتها القوى الثورية التي اقتحمت "سجن الباستيل" صيف عام 1789 ثمّ أطاحت بعدها بعامين الحُكم الملكي؟ ولماذا غدت المدينة مركزاً للصراع على مستقبل فرنسا وصورتها بل أوروباً أيضاً؟ هذه الأسئلة يحاول الإجابة عنها المعرض الوثائقي "باريس 1793 - 1794: عام ثوري"، والذي افتُتح في "متحف كرنفاليه" بالعاصمة الفرنسية في السادس عشر من تشرين الأوّل/ أكتوبر الماضي ويتواصل حتى السادس عشر من شباط/ فبراير المقبل.
ينطلق المعرض من جدل المؤرّخين والباحثين، الذي ما زال قائماً حتى اليوم، حول العام الثاني ممّا يُعرَف بـ"التقويم الجمهوري". إنّه عام الانفصال عن الماضي وإعادة إطلاق اليوتوبيا الثورية، والذي شهد ترسيماً دموياً عنيفاً للجمهورية الجديدة، واصطُلح على تسميته "عهد الإرهاب"، حيث طُبِع الصراع بين قُطبي المشهد السياسي الجمهوري حينها: الجيرونديّين (أنصار الفيدرالية) واليعاقبة (أنصار الحُكم المركزي الباريسي) بأحكام الإعدام الجماعية ضدّ من وُصفوا بـ"أعداء الثورة"، وقد راح آلاف الفرنسيّين ضحية لتلك الإعدامات.
يضمّ قرابة 250 عملاً تتوزّع بين القطع الفنّية والمواد الأرشيفية
كلّ هذا التاريخ المُعقّد يُكثّفه المعرض في أكثر من مئتين وخمسين عملاً تتوزّع بين اللوحات، والمنحوتات، والقطع الفنّية الزخرفية، والوثائق التاريخية والمذكّرات، والجرائد والبيانات، والملصقات، وقطع الأثاث، في محاولة لـ"تفسير التاريخ الجماعي من خلال تقاطعات المصائر الفردية"، وفقاً للبيان التقديمي.
ينقسم المعرض إلى فصول مختلفة، هي: "الجمهورية الجديدة"، و"الشخصيات الرئيسية في هذا العام الثوري"، و"اليوم الوطني"، و"الحياة اليومية للفرنسيّين"، و"المحاكمات والسجون"، كما يقترح لزوّاره مجموعة لوحات رُسمت في ذلك العام، أبرزها: "مقتل مارا" لـ جاك لويس ديفيد (1748 - 1825) التي يصوّر فيها عضو "الجمعية الوطنية الفرنسية" الصحافي الثوري جان بول مارا مقتولاً في حمّامه، و"الحرية" لـ جان لويز المعروفة باسم "نانين" (1767 - 1815)، و"اليوم الوطني في ساحة الثورة" لـ بيير أنطوان ديماشي (1723 - 1807).
إلى جانب المعروضات، يُنظّم المتحف سلسلة ندوات، تبدأ بطاولة مستديرة تُعقَد الخميس، الرابع عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، تحت عنوان "المواطنة والحرية: تحدّي التعليم من عام 1793 إلى يومنا هذا"، إضافةً إلى مؤتمر بحثي يوم الجمعة، 22 الشهر الجاري، بعنوان "تخيُّل الثورة الفرنسية: صناعة التاريخ من دون أن تكون مؤرّخاً؟". وعلى برمجة الأشهر الثلاثة المُقبلة ندوة حول "مراقبة السكّان والسيطرة على الأوراق والحفاظ على النظام والصراعات في الفضاء العام"، وأُخرى عن "القوى الدافعة وراء تعبئة المواطنين"، وجولة افتراضية عن "آثار عام 1793 في باريس اليوم"، وأخيراً جلسة حول "الطبّ الشرعي في خدمة التحقيقات التاريخية".