1
لقد ردَّ السُّجناء.
وأعلنَ ضحايا
محرَقةِ مُعسكرِ الاعتقالِ في غزّة
رفضَهُم عملياتِ الإخلاء الستّ
لمنازلِ الفلسطينيين في منطقةِ الشّيخ جرّاح
بالقدسِ الشرقيّة،
واقتحامَ المسجدِ الأقصى
الذي حدثَ طبعاً
بفضلِ الرئيسِ الفاشيّ السابق
للولايات المتحدة، القمامةِ ترامب،
الذي أعلنَ القدسَ
عاصمةً لإسرائيل، مُقصِياً
الشعبَ الفلسطينيّ بأكملِهِ،
وبفضلِ نتنياهو،
الفاشيّ أيضاً، المُتّهم
بالفساد، والذي يحتاجُ
إلى شَنِّ حربٍ ما، لتُبقيهِ القوّة العاريّة
والنزعةُ الوطنيّة
في السلطة. لكنّ الفلسطينيينَ
سئِموا هذه المرّة. لقد ردّوا
بالنارِ على الشرِّ الذي
تغذّى بمليارات
الدولاراتِ الأميركيّة لأنهم
سئِموا محارِقَهم،
سئموا هذا السجنَ المَكشوف،
وهذا البيت المُفْقَر الفسيح الضخم،
المليءِ بالقضبانِ من كلّ الجهات،
منذ 73 عاماً.
2
ذكرى النكبة ليستْ مجرّدَ احتفالٍ
بل إحياءٌ لذكرى الكارثة
التي دمّرَتْ
حوالي 400 قريةٍ فلسطينيّة،
الكارثةُ التي هَجّرتْ
وطَرَدتْ مليونَ لاجئٍ
أُجبروا على تركِ منازلِهم
ليعيشوا حياتَهم بين نقطةِ تفتيشٍ وأخرى،
تنتظرُ الفتياتُ الصغيراتُ مع الأهلِ في السيّارات
لساعاتٍ في الشّمسِ الحارقة
لمجرّد العودةِ إلى المنزلِ ليُفاجَأوا
بلافتةِ قيودٍ أخرى جديدة،
بقانونٍ جديدٍ ضدّ الشعبِ الفلسطينيّ.
وإلى أن يصرخوا مُجدّداً لا لضمّ الأراضي،
دون أن يلقوا أذناً صاغية. وإلى أن يصرخوا
لا للفصل العنصري،
دون أن يلقوا آذاناً صاغية. وعلى الرغم من صرخات
"مركز بديل"، و"منظّمة زوخروت" (ذاكرات)، و"مركز عدالة"، و"منظّمة بتسيلم"،
ما من شيءٍ يوقِفُ احتلالَ المستوطنين
وإخلاءهم للمنازل وحقدِهم الصهيوني
الذي زادَ من ظُلمهِم،
حتّى في الأنفاق،
في تلك المدينةِ السُفليّة،
في شبكةِ اليأسِ تلك،
لن تُشاهِدَ أيّ شكلٍ من أشكالِ القتالِ
في عيونِ الكاميراتِ الضاحكة.
إذن، كيف يمكن محاربة عمليّاتِ الإخلاء
التي لم تتوقّف منذ 73 عاماً،
والإهاناتِ المتكرّرة للكرامة الفلسطينية
في أواخرِ شهرِ رمضان
باستثناء صواريخِ حماس
التي ينفجرُ كلٌّ منها
صارخاً: لسنا الإرهابيين
بل أنتم، أنتم الذين لم تقولوا أبداً
مفعمينَ بالأملِ والحبِّ
للشعب الفلسطيني
"أهلاً بكم في دياركم!"
الشعبُ الذي يرفضُ عودَتَهٌ إلى أرضِهِ
شعبٌ آخرُ يُصِرُّ،
في مفارقةٍ باردةٍ سَمِجة
على أن هذه ِالبلاد لطالما كانت مُلكَه منذ البدء.
بطاقة
يعد Jack Hirschman أحد أبرز الأسماء في المشهد الشعري الأميركي المعاصر، وهو إن يكتب قصيدة بهذه المباشرة على خلفية ما يحدث في فلسطين اليوم، فإنما يتقصد موقفاً يريده بأوضح ما يكون مع حرية الشعب الفلسطيني وضد المشروع الاستعماري الصهيوني وغطائه الأميركي.
وُلد جاك هيرشمان عام 1933 في نيويورك، وأصدر أكثر من خمسين عملاً بين مجموعة شعرية وكتاب مُحاولات، من بينها "تبادُل" (1964)، و"القدس: قصيدة من ثلاثة أجزاء" (1968)، و"احتراق لوس أنجليس" (1971)، و"عتبةٌ لا نهاية لها" (1992)، و"أوراقٌ تتكلّم" (2013)، وهو صاحب أنطولوجية "كتيبة الشعراء الثوريين" التي أصدر منها عدة أجزاء عبر سنوات متصلة. ترجمت أعماله إلى لغات عديدة وسُمّي عام 2006 شاعراً متوّجاً لولاية سان فرانسيسكو، ونال عام 2002 "جائزة الكتاب الأميركي" عن مجمل أعماله الإبداعية.
* ترجمة: عماد الأحمد