رغم مرور أكثر من عقدٍ على الإعلان عن مشروع إنجاز مبنى للمسرح في بومرداس، إلّا أنّ الولايةَ الواقعة على بعد قرابة سبعين كيلومتراً شرق الجزائر العاصمة لا تزال دون مسرحٍ إلى اليوم، وهو ما يدفع إلى إقامة العروض والتظاهرات المسرحية في فضاءاتٍ أُخرى غير المسرح؛ مثلما هو الأمرُ بالنسبة إلى "الأيام الوطنية لمسرح الشباب" التي يُنتظَر أن تُقام فعاليات دورتها الأُولى في "دار الثقافة رشيد ميموني" بين السادس والحادي عشر من كانون الأوّل/ ديسمبر الجاري.
تحمل التظاهُرة، التي تُنظّمها "جمعية المنارة الثقافية" في بلدية قورصو، اسم الممثّلة الراحلة فتيحة بربار (1945 - 2015)، التي بدأت تجربتها الفنّية مغنّيةً عام 1959، قبل أن تدرس التمثيل وتشارك في العديد من الأعمال المسرحية والسينمائية والتلفزيونية الجزائرية.
تشهد التظاهُرة عرضَ ثماني مسرحيات ضمن المنافسة الرسمية، هي: "الدلاطنة" و"الخيش والخياشة" من وهران، و"ميكانيزما" من معسكر، و"البئر" من البُلَيدة، و"تينيسم" من أدرار، و"سين نني" من تيزي وزو، و"ديك المزابل" من ورقلة، و"ريق الماء" من برج بوعريرج.
وتتنافس العروض المشاركة على عددٍ من الجوائز، من بينها "جائزة فتيحة بربار الذهبية" لأفضل عمل متكامل، ويترأّس المخرج والكاتب المسرحي عمر فطموش لجنةَ التحكيم التي تضمُّ كلّاً من جمال قرمي، وعبد الرزاق بوكبة، وعبد الغني شنتوف، وسيد أحمد دراوي، وعزوز عبد القادر.
وتُعرض، خارج المنافسة، مسرحيّتا "براغيث" و"المهرّج"، وهما مِن إنتاج الجمعية المنظِّمة، في حين يُقدَّم خلال الافتتاح عرضٌ كوريغرافي بعنوان "وقائع" مِن إنتاج "جمعية معسكر"، وهو يتناول ذكرى مظاهرات 11 كانون الأوّل/ ديسمبر 1960.
كما تشهد التظاهُرة، التي تُقام تحت شعار "المسرح شباب متجدّد"، تنظيم ورشات تدريبية في الكتابة والتمثيل والسينوغرافيا يُشرف عليها كتّاب ومسرحيّون، إلى جانب تكريم عددٍ من الفنّانين الجزائريّين، هُم: حفيظة بن ضياف، وبهية راشدي، ومصطفى عياد، وأحمد بلحصير، وصبيحة شامي، وعنتر هلال.