بيت الدين.. "صلاة للأرض" تُجاور لوحات عبد الحميد بعلبكي

29 يوليو 2024
جانب من ميدان القصر حيث وُضع تجهيز بعنوان "لهب" لـ زاد ملتقى، (تصوير: نبيل إسماعيل)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- ألغت اللجنة المنظمة لـ"مهرجانات بيت الدين" الفعاليات هذا العام بسبب الأوضاع الصعبة في جنوب لبنان وفلسطين، واكتفت بمعرضين تشكيليين.
- المعرض الأول "ORO TERRAM" للفنان زاد ملتقى، يعبر عن الانتقال من الظلام إلى النور، واستغرق إنجازه شهرين ونصف.
- المعرض الثاني "مناظر الانتماء" يكرم الفنان الراحل عبد الحميد بعلبكي، ويضم أعمالاً لفنانين آخرين بأسلوب مشابه، ويستمر حتى 25 سبتمبر.

في الخامس عشر من مايو/ أيار الماضي، حسمت اللجنة المنظّمة لـ"مهرجانات بيت الدين" أمرها بإلغاء التظاهرة الفنّية هذا العام، نظراً "لِما يمرّ به جنوب لبنان وأهله من أوقات عصيبة، وما تعيشه فلسطين من حالة إبادة جماعية متواصلة على مرأى العالم وصمته"، وفقاً لما جاء في بيان للجنة.

وضمن هذا الإطار اقتُصِرت فعاليات المهرجان على معرضَين تشكيليّين فقط، افتتحا مساء الخميس الماضي في الغاليري المقبَّب وميدان قصر بيت الدين الواقع في البلدة اللبنانية (40 كم جنوب شرق بيروت)، ويتواصلان حتى الخامس والعشرين من أيلول/ سبتمبر المُقبل.

محاولة تشكيلية لاستنهاض الأمل في وجه واقع لبناني ينهار

"ORO TERRAM" (صلاة للأرض) عنوان المعرض الأوّل الذي يوقّع لوحاته التشكيلي والموسيقي اللبناني زاد ملتقى (1967)، وفيه تمتزج دُكنة الأعمال والسواد الطاغي فيها مع الظلال المطبِقة داخل أروقة القصر التاريخي الذي يعود بناؤه إلى أواخر القرن الثامن عشر، قبل أن نعبر نحو تجهيز ضخم على هيئة شمس مصنوع من البوليسترين المطلي باللون الذهبي بعنوان "لهب"، وُضع في ميدان القصر المفتوح تحت الشمس، في إشارة للعبور من الظلام إلى النور.

زاد ملتقى - القسم الثقافي
ينظر الفنّان زاد ملتقى إلى كلّ لوحة يرسمها وكأنّها مغامرة (العربي الجديد)

في حديثه إلى "العربي الجديد"، يوضّح ملتقى أنّه استغرق في إنجاز أعمال معرضه العشرين قرابة شهرين ونصف، أمّا التجهيز فاستغرق منه ثلاثة أسابيع، وقد اشتغلها بعد عودته مؤخَّراً إلى لبنان. ويُرجع المتحدّث هذه المدّة القصيرة في الإنجاز إلى التحضير النفسي العميق الذي هيّأه لرسم اللوحات، مضيفاً: "السواد الذي نراه مُتّصلٌ بواقعنا؛ إذ لا يُمكن للفنّان أن يكون منفصلاً عمّا تعيشه بلاده. مع ذلك، حرصت عبر الربط بين المعرض والتجهيز على تأكيد أهمّية الأمل وإبقاء جذوته متّقدة في النفوس، وكما نرى فقد تعاملت مع كلّ لوحة على حِدة بوصفها مغامرة، فعندما أبدأ الرسم لا أعرف إلى أين سأصل. كلّ ما أعرفه أنّني أريد أن أضع الألوان على الورق".

في لوحات ملتقى، الذي تُعرض أعماله حالياً في معرض آخر بعنوان "Oro Tenebris" يحتضنه "غاليري تانيت" في بيروت حتى مطلع أغسطس/ آب المقبل، رغبة في الإفصاح لكنّها مقيّدة، وهذا لا يتمثّل بالخطوط الذهبية التي تشقّ سواد اللوحة، بل أيضاً بالخطاطات التي تتضمّنها بعض الأعمال؛ مثل "الكلمات التي لا أقولها لك"، حيث نلحظ فيها حروفاً دقيقة وهشّة تتركّب فيما بينها، ولكن من دون قدرة منّا على تفكيك تلك الرسائل المَطويّة بين الحروفية والتشكيل.

من معرض بيت الدين - القسم الثقافي
من معرض "مناظر الانتماء" (العربي الجديد)

أمّا المعرض الثاني فهو جماعي ويحمل عنوان "مناظر الانتماء"، وهو تحيّة للتشكيلي والشاعر اللبناني وابن بلدة العديسة الجنوبية عبد الحميد بعلبكي (1940 - 2013)، الذي تقود أعماله، بما فيها من مسحة انطباعية قويّة، إلى التأمّل في الطبيعة اللبنانية. وإلى جانب بعض أعمال الفنّان الراحل، يتضمّن المعرض لوحات أُخرى تُقارب أسلوبه للفنّانين: مازن رفاعي، وندى متّى، وأسامة بعلبكي (ابن الفنّان الراحل)، وريبال ملاعب، وهلا عز الدين، وحسان الصمد، والمصوّر الفوتوغرافي جاك دباغيان.

يُذكر أنّ المهرجان، الذي تأسّس عام 1985، أُقيم العام الماضي في طبعة دولية شاركت فيها فرق وفنّانون عرب وأجانب، وتلَت دورة ذات طابع محلّي في صيف 2022، بعد انقطاع في 2020 و2021.
 

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون