خلال دوراته الأربعة السابقة، توجّه "بينالي كوتشي - موزيريس" في ولاية كيرالا الهندية إلى مقاربة قضايا اجتماعية وسياسية راهنة، مستعيداً تقاليد مدينة موزريس التي يحمل اسمها، وكانت مركزاً للتعدّد الثقافي والحضاري قبل أن يدمرها فيضان خلال القرن الرابع عشر.
"في عروقنا يتدفق الحبر والنار" شعار الدورة الخامسة التي انطلقت افتراضياً في الثاني عشر من الشهر الجاري، وتتواصل حتى العاشر من نيسان/ أبريل المقبل، وتهدف إلى مقاربة روح الجماعة وذاكرتها في مقاومة الكوارث والأخطار في إشارة إلى جائحة كورونا، وفي استعادة لرمزية الحبر في كتابة القصص والنار التي تتحول كاستعارة للفكاهة والهزل.
تطرح التظاهرة "عدّة تساؤلات حول القوة التعويضية والثورية المحتملة للممارسة الفنية الجماعية خارج منطق السوق، بما يعكس طرق الاستقصاء التي يزداد تبنيها في العمل الثقافي في مواجهة الهيمنة النيوليبرالية وتوحّش الرأسمالية وعدم المساواة عبر التخطيط لمستقبل متعدّد يعتمد تداول المعرفة والأفكار ورأس المال"، بحسب بيان المنظّمين.
ينطلق بالتزامن "بينالي الطلبة" الذي يعدّ من أبرز البرامج التعليمية للمؤسسة، وهو موجّه لطلاب الجامعات والفنانين الشباب وأطفال المدارس والجمهور العام في مسارين؛ الأول يتضمّن معرضاً موازياً لعروض الفنانين المشاركين في البينالي، والثاني يضم برنامجاً موسعاً من ورش العمل والحوارات التي تقام في عدد من الكليات في الهند.
تتوزّع الفعاليات على عدد من الأماكن التراثية في المدينة التي تمّ الحفاظ عليها وإعادة تأهليها لتحتضن أنشطة فنية مثل "حديقة كابرال" التي تحمل اسم أحد المستكشفين البرتغاليين الذي زار المنطقة بداية القرن السادس عشر، و"قاعة ديربال" التي شهدت اجتماعات سياسية مهمّة في تاريخ الهند الحديث، ومنزل آسبنوول الذي كان مقراً لشركة أسبنوول في ستينيات القرن التاسع عشر.
البينالي الذي ينظّم تحت إشراف القيّمة الفنية شوبيجي راو، يتضمّن عدّة معارض منها "من الذكريات والقوة" يشارك فيه كلّ من الفنانات كاثرين ستول سيمون من فرنسا، وصوفي مداوار من لوكسمبورغ، ولاكشمي مادهافان وبارفاثي نايار وشوبا تاباريا وإندو أنتوني من الهند، وهو ليس اختيار وفق النوع الاجتماعي كما يشير الموقع الإلكتروني للبينالي، إنما كشف للعواطف المخبأة التي يعدّ الفن أفضل أداة للتعبير عنها واختزال آلاف القصص وتقديمها على نحو مكثّف.
يُقام أيضاً معرض بعنوان "الفكر مسألة مهمة أيضاً" بمشاركة الفنانين هريشيكيش باور، وراجيش كولكارني، وسانديب سوناوان، وفيشالي أوك، وراجو سوتار الذين يقدّمون تجارب تنتمي إلى الفن المفاهيمي تقارب المادة الكثيفة للدماغ البشري واستيعابها لمسألة الوجود على مستويات متعدّدة.
كما يضمّ البينالي برامج متعدّدة مثل "سينما الفنانين" و"الفن الذي ينتجه الأطفال"، و"الفنون والطب"، وغيرها من المشاريع والورش التي تضيء الممارسات الجماعية للفن والفن العام.