- دينيازي يخفي عبارات مضاءة بالنيون داخل تركيبه الفني تعبر عن دعمه لفلسطين، في حين أن "متحف ويتني للفن الأميركي" يؤكد عدم علمه بتفاصيل العمل قبل عرضه.
- العمل يمثل انتقاداً للاستعمار والاستيطان، ويعكس دعم دينيازي للقضية الفلسطينية ومقاومة السكان الأصليين، معبراً عن ذلك في سياق رفض العدوان والتهجير القسري.
انشغلت وسائل إعلام أميركية خلال الأيام الماضية بعمل احتوى عبارات: "يجب أن نتوقّف عن تخيُّل نهاية العالَم"، و"الإبادة الجماعية"، و"يجب أن نتخيّل التحرير" للفنان الأميركي ديميان دينيازي، الذي يعرض حالياً في "بينالي ويتني" بـ نيويورك دون علم إدارته بتفاصيل العمل، بحسب تصريحاتها.
أخفى دينيازي في تركيبه الفنّي مقاطع شعرية مضاءة بالنيون تشكّل عبارة "فلسطين حرّة"، الذي يُعرض إلى جوار أعمال سبعين فناناً آخر ضمن فعاليات النسخة الحادية والثمانين من البينالي التي انطلقت الأربعاء الماضي وتتواصل حتى الحادي عشر من آب/ أغسطس المقبل.
وأوضح "متحف ويتني للفن الأميركي"؛ منظّم التظاهرة، بأنه لم تكن الإدارة على علم بالتفاصيل الدقيقة للتركيب، لافتةً إلى أن تلك العبارة تمّت إضافتها عند تنفيذه في الخريف الماضي، لكنها لم تؤثر على قرار المتحف بعرض العمل في البينالي الذي لطالما قدّم أعمالاً إشكالية ترتبط بالسياسات الأميركية ومنها عمل عُرض عام 2006، وأدان الانتهاكات التي ارتكبها جنود الجيش الأميركي في "سجن أبو غريب" بالعراق.
من جهته، أشار دينيازي إلى أن عمله يعبّر عن الأحداث الذي تعيشها غزّة حالياً، حيث قام بذلك من خلال طريقة تحترم إنسانية الناس وكرامتهم، مبيّناً أن العمل يمثل دعوة لوقف دائم لإطلاق النار، وإنهاء الاحتلال والإبادة الجماعية والتهجير القسري للشعب الفلسطيني، ويؤكّد على حقّه في تقرير المصير.
وأوضح الفنان الذي ينتمي إلى الشعوب الأصلية للولايات المتحدة وتستحوذ ثقافة شعبه على معظم تجربته، بأن عمله المعروض حالياً يتناول مقاومة السكان الأصليين في العالم، وأهداه إلى صديقه الموسيقي والناشط دينيه كلي بينالي، الذي رحل في نهاية كانون الأول/ ديسمبر الماضي، والذي اشترك مع دينيازي في الاهتمامات ذاتها.
ولا يخفي دينيازي انتقاداته تجاه "متحف ويتني للفن الأميركي" الذي يعتبره "مؤسسة استعمارية استيطانية" في مدينة نيويورك، أقيم على أرض تعود ملكيتها لشعب لينابي، الذي عاش فيها قبل اكتشاف كريستوفر كولمبس العالم الجديد، دون إغفاله دعم إدارة المتحف وتفهّمها لطبيعة عمله وتأكيدها أنها لن تقوم بإزالته.
ورغم أن العمل بدأ إنشاؤه قبل بدء العدوان الصهيوني في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، في سياق الاعتراض على جميع أشكال الاستعمار الاستيطاني، إلا أنه تمّ عرضه في لحظة مناسبة تمنع فيه المتاحف والمؤسسات الفنية في الولايات المتحدة، وفي الغرب عموماً، من عرض أعمال تعكس الواقع الذي يعيشه الفلسطينيون في غزّة.