تتناول الفنانة البصرية النيجرية الأميركية تويين أوجيه أودوتولا في أعمالها ثيمات أساسية ترتبط بعدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية، وإرث الاستعمار، والجندر، ومفهوم السود كرمز مرئيس واجتماعي، إلى جانب اهتمامها بالهجرة وطبيعة حياة المهاجرين.
تتخذ أودوتولا في التعبير عن هذه المواضيع وسائط متعددة من رسوم وأعمال على ورق وتركيبات باستخدام الفحم والطباشير والباستيل وقلم الرصاص والحبر، وقدّمت العديد من البورتريهات لشخصيات أميركية من أصول أفريقية مثل الفنانين جاكوب لورانس وإليزابيث كاتليت وروماري بيردين وباركلي إل. هندريكس، والذين ترتبط معظم أعمالهم باحتجاجات السود.
"نظرية مضادة" عنوان معرضها الذي افتتح في الحادي عشر من آب/ أغسطس بفضاء "باربيكان" في لندن، ويتواصل حتى الرابع والعشرين من كانون الثاني/ يناير المقبل، الذي تعود فيه إلى أسطورة قديمة متخيلة من تراث بلادها يرافقها أداء صوتي للفنان الاوغندي بيتر أجايي.
تستحضر أودوتولا حكاية تدور أحداثها في هضبة جوس بوسط نيجيريا، والتي تمّ تسجيلها على تكوينات صخرية بدت نقوشها مستغربة من قبل علماء آثار أوروبيين أنكروا على النيجيريين ابتكارهم فنوناً تضاهي ما قدّمته حضارات عريقة.
يضمّ المعرض أربعين رسماً أحادي اللون، العديد منها كبيرة الحجم، ومشهد صوتي متعدد الطبقات تبني جميعها إطارًا خياليًا لمشروع بحث أثري، وتقدّم معاً معنى مجموعة من "العلامات التصويرية الغريبة"، التي تحاكي ممارسات اجتماعية تنتمي إلى حضارة جوس بلاتو من فترة ما قبل التاريخ، حيث حكمت النساء الرجالَ، في محاولة لترتيب القطع الاثرية الصخرية الباقية من تلك المملكة التي حكمت في القرن التاسع قبل الميلاد.
تعيد أودوتولا سرد التاريخ بأسلوبها الذي تهدف منه إلى تقديم صورة أوضح من تاريخ نيجيريا في ردّ على المقولات الاستعمارية، البريطانية خاصة، لتسويغ احتلالها الذي دام أكثر مئة وعشر سنوات وأصبحت جزءاً من الإمبراطورية البريطانية التي قسمتها إلى ثلاثة أقاليم لم يتخلّ جميع سكّانها عن المقاومة حتى نيل الاستقلال عام 1960.
وتسعى من خلال رسوماتها إلى تسليط الضوء على هياكل السلطة الحالية التي يهيمن عليها النظام الأبوي التابع للرجل الأبيض مع تحدي الأعراف التقليدية السائدة والتوقعات المتعلقة بالجنس والعرق والجندر، وهي تصف ذلك بالقول إنها تنشئ عالماً مألوفاً بشكل غير عادي لكنه خيالي بالطبع.