"ثلاثة في مرايا اللون": سوريالية وزجاج وبورتريه

08 يناير 2021
(عمل لمها عبد الكريم من المعرض)
+ الخط -

مع بداية العام الجديد، أعلنت عدّة صالات عرض وغاليريهات مصرية عن موسمها الجديد الذي يأتي بعد عامٍ تراجعت فيه المعارض وكافّة الأنشطة الثقافية بسبب جائحة كورونا. وفي هذا السياق، يستضيف "غاليري بيكاسو" معرضاً للفنان جورج بهجوري، في حين يتواصل معرض "من باب الخلق لهليوبوليس" في "متحف الفن الإسلامي" بمناسبة مرور 117 عاماً على تأسيسه، فيما تُعقد الدورة الثانية من "معرض مصر الدولي للفنون" خلال الشهر المقبل.

"ثلاثة في مرايا اللون" اسمُ المعرض الجماعي الذي افتُتح في "أتيلييه العرب للثقافة والفنون - غاليري ضيّ" في القاهرة، مساء السبت الماضي، ويضمّ أعمالاً تحت عنوان "الأوّلون" للفنانة أسماء مجدي، وأعمالاً للنحّاتة مها عبد الكريم تحت عنوان "حالة حوار" ، ومعرضاً شخصياً ثالثاً بعنوان "همس الألوان" للتشكيلي رأفت أحمد. ويتواصل هذا المعرض الجماعي حتى الرابع والعشرين من الشهر الجاري.

(عمل لـ رأفت أحمد،من المعرض)
(عمل لـ رأفت أحمد،من المعرض)

اختارت مها عبد الكريم مادّة الكريستال لتنفيذ حوارها الذي يستند إلى تجاور عنصرين، بشريّين أو بشريّ وحيوانيّ، عبر تجسيدها الأسماك والطيور بشكل أساسي، وتقوم بإنتاج الزجاج بنفسها وتحضيره من خلال عملية الصهر، ثم تشكيله وصياغة مجسّماتها التي تتّخذ هيئاتٍ وأشكالاً متنوّعة.

تعلّمت الفنانة فنون الزجاج على يد النحّاتين زكريا الخناني (1920 – 2000) وزوجته عايدة عبد الكريم (1926 - 2015)، اللذين قدّما أعمالاً تحاكي التقنيات المصرية القديمة في النقوش الزجاجية وعمل العجائن الخزفية، وحوّلا منزلهما إلى متحفٍ يضمّ أعمالهما التي تجاوزت الألف.

تجسّد عبد الكريم وجهين بشريين في أحد الأعمال الملونة بالأزرق والأحمر، وتظهر ملامحهما فرعونيةً، وتقدّم جسدين من دون أطراف بحيث تُطوى أجزاؤهما أسفل الصدر بشكل تموّجات تتلون بالأبيض.

(عمل لـ أسماء خوري، من المعرض)
(عمل لـ أسماء مجدي، من المعرض)

أما أسماء مجدي، فتقدّم في معرضها خمسين بورتريهاً بـأحجام مختلفة تنفّذها بالزيت على القماش، وتظهر طبقات اللون المتراكمة على الوجه والكشط بالسكين من دون إبراز ملامح، حيث تبدو العينان مغمضتين أو بلا ضوء. كما تقدّم وجوهها النسائية بالطريقة نفسها، مع إظهار حزن أو نوع من الاستسلام والخضوع، ويمتزج البياض مع تدرّجات لون البشرة وسواد الشعر في معظم الوجوه المرسومة.

يرسم رأفت أحمد عوالمَ طفوليةً في لوحاته، بأسلوب تعبيري يقترب من السوريالية، حيث يبدو الوجه منتفخاً بصورة كاريكاتورية في إحداها إلى جوار أسماك وطير أسود يأكل سمكة منها، أو يخترق القطّ الأسود بطن إحدى شخصياته الضخمة، بنما تتداخل بناياتٌ بنوافذَ وأقواسٍ مع بقيّة أجزاء جسده.

المساهمون