"جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة": أحد عشر فائزاً

22 ديسمبر 2022
(خريطة عربية لصقلية تعود إلى القرن الحادي عشر ميلادي)
+ الخط -

أعلن "المركز العربي للأدب الجغرافي - ارتياد الآفاق"، أمس الأربعاء، أسماء الفائزين في الدورة الحادية والعشرين من "جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة" (2022 - 2023)، وهُم أحد عشر كاتباً ومحقِّقاً ومترجِماً من المغرب ومصر والأردن وتونس وفلسطين والسعودية.

وفاز في فئة "الرحلة المحقّقة" كلٌّ من نهى عبد الرازق الحفناوي من مصر عن "حقيقة المجاز إلى الحجاز" لصلاح الدِّين خليل بن أيبك الصَّفَدِي، وكوثر المهدي عيد الرواضية من الأردن عن "زُبْدةُ الآثار فيما وقَعَ لجامعِه في الإقامةِ والأَسْفار" لمحمد بن أحمد بن محمد بن جمال الدين سُكَيْكر الحَنَفيّ الدِّمشقيّ الحلبيّ، ومواطنها عامر سلمات أبو محارب عن "الدُّرَرُ البهيَّة في الرِّحلةِ الأُوروبيَّة" لمحمود أفندي عُمَر الباجوريّ، وكوثر أبو العيد من المغرب عن "الرحلة الحجازية" لمحمد بوشعرة.

وفي فرع "الرحلة المترجمة"، نال الجائزة عملان، هما: "رحلة المغربي في مجاهل أميريكا" لـ كابيزا دي فاكا، وترجمه عن الإنكليزية وقدّم له عبد القادر الجموسي من المغرب، و"محور الذّئب: من سيبيريا إلى الهند على خطى الفارّين من الغولاغ" لـ سيلفان تيسّون وترجمه عن الفرنسية وقدّم له أبو بكر العيادي من تونس.

(الشاعر السوري نوري الجراح في حفل تسليم جوائز الدورة السابقة)
(الشاعر السوري نوري الجراح، مدير عام "المركز العربي للأدب الجغرافي" والمشرف على الجائزة)

أمّا في فرع الرحلة المعاصرة (سندباد الجديد)، فقد نال الجائزة كلّ من كتاب "على جناح دراجة.. من طنجة إلى باريس" لعائشة بلحاج من المغرب، و"الطريق إلى كريشنا.. رحلات في كشمير والهند" لسناء كامل أحمد شعلان من فلسطين.

ومُنحت الجائزة في فرع "الدراسات" إلى كلّ من "البلاغة العمياء.. بحث في الخيال الرحليّ عند طه حسين" لممدوح فراج النابي من مصر، و"المثاقفة وإشكالية المركزية الشرقية.. الرحلات الحجازية المغربية في القرن 12هـ/18م" لخالد الطايش من المغرب، و"شعرية النصّ الرحليّ.. تجارب سعودية في أدب الرحلة" لسالم محمد الضمادي من السعودية.

من جهة أُخرى، نوّهت لجنة التحكيم بمجموعةٍ من الكتب، موصيةً بنشرها: "منطق التأويل في أشكال التمثيل الدبلوماسي" للطائع الحداوي، و"مدائن معلَّقة (تدوينات العابر)" لياسين عدنان، و"تونس الزرقاء/ ست رحلات في الربيع والشتاء" لوارد بدر السالم، و"سقطرى: أسرار العزلة" لعامر طهبوب، و"مُوجَزُ الرِّحْلَتَيْنِ فِي اقْتِفَاءِ أَثَرِ مَوْلَانَا ذِي الْجَنِاحَيْنِ" لسردار عبد الله، و"رحلة الجيلاني: سَفيرُ المرتادِ ورَائدُ الإسعَادِ لرحلة الزيارة لحضرة سيد الأسياد وحبيب ربّ العباد 1089 ـ1090هـ ــ 1678ـ 1679م" وهي من تحقيق ودراسة كلّ من أحمد جمعة عبد الحميد ويحيى زكريا السودة، و"الحِجاجُ في أدب الرّحلة: دراسة بلاغيّة حجاجيّة لرِحْلَةِ ابنِ فَضْلان" لكريم الطيبي.

وضمّت لجنة تحكيم الجائزة كلّاً من عبد النبي ذاكر، وخلدون الشمعة، وعبد الرحمن بسيسو، وأحمد برقاوي، وشعيب حليفي، ومريم حيدري، وتيسير خلف. وذكر بيان اللجنة أن "عدد المخطوطات المشاركة هذا العام بلغ 62 مخطوطاً جاءت من 12 بلدان عربياً، توزّعت على الرحلة المعاصرة، والمخطوطات المحقّقة، واليوميات (واليوميات المترجمة)، والرحلة المترجمة، والرحلة الصحافية. وجرت تصفيةٌ أولى تمّ بموجبها استبعاد الأعمال التي لم تستجب للشروط العِلمية المنصوص عليها بالنسبة إلى التحقيق، والدراسة، أو التي افتقرت للمستوى بالنسبة إلى الجائزة التي يمنحها المركز للأعمال المعاصرة. وفي التصفية الثانية بلغ عدد المخطوطات 24 مخطوطاً".

وأشار الشاعر نوري الجراح، مدير عام "المركز العربي للأدب الجغرافي" والمشرف على "جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة"، إلى أن هذا العام ميزته مشاركات واسعة، لا سيما في حقل تحقيق الرحلات، وقد شكّلت الرحلات الأربع الفائزة في هذا الفرع  قوساً زمنياً يمتدّ من القرن الرابع عشر الميلادي وحتى النصف الأول من القرن العشرين، وهي تغطّي بمجملها حركة الرحّالة جغرافياً في القارات الثلاث: أوروبا وآسيا وأفريقيا، وقد عكست كتاباتهم وانتباهاتهم اهتمامات النخب التي خرجوا من محيطها، وقضايا المجتمعات التي تحدّروا منها، والموضوعات الشاغلة لعصرهم، وطبيعة النظرة إلى الآخر.

وأضاف أن "الإشارة الثانية التي ميزت هذا العام تمثّلت في بروز مساهمات النساء الكاتبات والباحثات في أدب الرحلة، إذ بفوز أربع منهنّ بالجائزة سجّلن رقماً قياسياً في المشاركة والفوز هذا العام، وهو ما يشير إلى إقبال المرأة على الانخراط أكثر فأكثر في البحث الأكاديمي والتأليف الأدبي في هذا الميدان".

وأعلن المنظّمون أنه بدءاً من العام 2023 والأعوام التي ستلي، سيجري استقبال رحّالة من لغات وثقافات أخرى وتكريمهم خلال احتفالات الجائزة، ممّن غامروا في رحلات أثمرت يوميات ذات قيمة لثقافتهم وثقافة الآخر، ويعتبر باب قبول الطلبات للجائزة في دورة العام 2023- 2024 مفتوحاً منذ إعلان البيان.

وستصدر الأعمال الفائزة عن "دار السويدي" في سلاسل "ارتياد الآفاق" للرحلة المحقّقة، والرحلة المعاصرة ("سندباد الجديد")، والدراسات، بالتعاون مع "المؤسسة العربية للدراسات والنشر" في بيروت. أمّا الرحلة المترجمة، واليوميات، والأعمال المنوّه بها من قِبَل لجنة الجائزة، فتُنشر بالتعاون مع "دار المتوسّط". 

يُذكَر أنّ الجائزة، التي يرعاها الشاعر محمد أحمد السويدي ويشرف عليها مدير عام المركز الشاعر نوري الجراح، تُمنَح منذ عام 2003، وهي تكرّم سنوياً "أفضل الأعمال المحقّقة والمكتوبة في أدب الرحلة".

ومن المنتظر أن يُعلَن في وقت لاحق عن مكان وموعد حفل توزيع الجوائز، ويتزامن الحفل مع ندوة حول أدب الرحلة والأعمال الفائزة، تشارك فيها ــ إلى جانب الفائزين وأعضاء لجنة التحكيم ــ نخبةٌ من الدارسين العرب المتعاونين مع "المركز العربي للأدب الجغرافي".

المساهمون