استمع إلى الملخص
- **تركيز الجائزة على الأعمال السينمائية**: تركز الجائزة على الأعمال الروائية القابلة للتحويل إلى سينما، مع غلبة الأسماء المصرية في اللجنة، مما يعكس استثمار السعودية في الصناعات الفنية بمصر.
- **ردود الفعل على الجائزة**: أثار الإعلان انتقادات حول جدية الجائزة، حيث وصفها البعض بأنها تفتقر إلى الجدية وتحوّل الثقافة إلى شيء مائع، رغم توقع مشاركة واسعة.
بعد يومَين من إعلان المستشار في الديوان الملكي السعودي ورئيس مجلس إدارة "الهيئة العامّة للترفيه"، تركي آل الشيخ، عن إطلاق جائزة أدبية جديدة باسم "جائزة القلم الذهبي للرواية"، أعلنت الهيئة، في بيان صحافي أصدرته أوّل أمس الإثنين، عن أسماء رئيس الجائزة ونائِبه وأعضاء لجنة التحكيم.
وعُيّن الكاتبُ والناقد السعودي سعد البازعي رئيساً للجائزة، والروائيُّ والمترجم والسيناريست السعودي عبد الله بن بخيت نائباً له، بينما ضمّت لجنة التحكيم ثمانية عشر عضواً؛ هُم السعوديون: الكاتبان عبده خال وبدرية البشر، والكاتب المسرحي والسيناريست ياسر مدخلي، والكاتب والسيناريست مفرج المجفل، والمُخرج والمُنتج السينمائي عبد الإله القرشي، إضافةً إلى مستشار مجلس إدارة "هيئة الترفيه" عدنان كيال.
وضمّت الجائزة، أيضاً، المصريّين: الكاتبان أحمد مراد وتامر إبراهيم، وكتّاب السيناريو صلاح الجهيني وشريف نجيب ومريم نعوم، والناقد السينمائي طارق الشناوي، والمُنتج السينمائي أحمد بدوي، والمُخرجون خيري بشارة ومروان حامد ومحمد خضير، إضافةً إلى الروائي الكويتي سعود السنعوسي، والمُنتج اللبناني صادق الصباح.
يلاحَظ انتماءُ أغلبية أعضاء لجنة التحكيم إلى مجال السينما والتلفزيون كتابةً أو إخراجاً أو إنتاجاً؛ وهو أمرٌ يُفسّره تركيز الجائزة على "الأعمال الروائية الأكثر شعبية وقابلية للتحويل إلى أعمال سينمائية"، مثلما ورد في بيان الإعلان عنها السبت الماضي. ولعلّ هذا التوجُّه إلى نوعيةٍ بعينها من النصوص، حتى وإن استعانت الجائزةُ بأسماء يُوصف بعضُها بالوازن في المشهد الثقافي والفنّي العربي، سيُسفر بالضرورة عن أعمال روائية (وسينمائية لاحقاً) محورُها الوحيد هو الترفيه الذي تقوم عليه "هيئة الترفيه"، مع إهمالٍ تامّ لأيّة أسئلة أو قضايا حقيقية تشغل الإنسان العربي في أقطاره المختلفة.
كما يُلاحَظ غلبةُ الأسماء المصرية (عشرة مصريّين مقابل ثمانية سعوديّين وكويتي ولبناني) على اللجنة، في مقابل غياب أيّة أسماء من بلدان أُخرى؛ مثل سورية وفلسطين والأردن والعراق والمغرب العربي. ويمكن تفسير هذه الجزئية بتركيز "الهيئة العامّة للترفيه" السعودية على الاستثمار في الصناعات الفنّية بمصر، خصوصاً من خلال شراكتها مع "المتّحدة للخدمات الإعلامية" (تأسّست عام 2016) التي تملك قرابة أربعين شركةً تعمل في مجالات الإعلام والإعلان والإنتاج السينمائي والتلفزيوني.
وتعليقاً على إعلان أعضاء لجنة تحكيم "جائزة القلم الذهبي للرواية"، كتب سعد البازعي في حسابه على "إكس" (تويتر سابقاً): "الحشد من الأسماء الفاعلة في المشهد الثقافي يَعِد بأن تكون الجائزةُ، بعون الله، رافداً كبيراً للإبداع الأدبي والسينمائي"، بينما وصفت القاصّة السورية هيفاء بيطار تعيين عبد الله البخيت مستشاراً ثقافياً في "هيئة الترفيه" ونائباً لرئيس الجائزة بأنّه "خبرٌ عظيم"، مضيفةً أنّ البخيت "بعيدٌ عن الفساد والعلاقات الشخصية".
أمّا الكاتب المصري شادي لويس بطرس، الذي انتقد الجائزة منذ الإعلان عنها، فاعتبَر أنّ كثيرين سيجدون في أسماء لجنة التحكيم مبرّراً لتهافتهم عليها؛ إذ كتب: "كما توقّعت، تلات تربع الروائيين لقوا لهم تخريجة. وابتدوا يقولوا فعلاً ناقد كبير ومفكّر عظيم ودكتور ويشرّفنا نقدّم على جايزة المنشار الذهبي"، بينما علّق الباحث والأكاديمي الفلسطيني عبد الله البياري في منشور على فيسبوك: "تعيين البازعي رئيساً للجائزة، التي قدّمها زعيم التنوير والوعي ورائد النهضة الفكرية والثقافية والفنية العربية تركي آل الشيخ، هو في حدّ ذاته خبرٌ مضحك، لكنّه متوقَّع، نظراً لمسيرة الرجُل من التسعينيات وصولاً لمواقفه السياسية في السنوات الأخيرة".
وكان الإعلان عن الجائزة، التي يصل إجمالي قيمتها إلى 690 ألف دولار أميركي، قد أثار الكثير من الانتقادات؛ حيث اعتبر الروائي والصحافي المصري أحمد الفخراني، في مقال بعنوان "جائزة القلم الذهبي لتركي آل الشيخ وكوكب القرود"، أنّ الجائزة، ورغم قيمتها المالية التي تضعها في المركز الثاني بعد "جائزة نوبل"، "تُحوّل الثقافة إلى شيء مائع مثل توجّهات مؤسّسها"، في حين رأى القاصّ السوري نجم الدين سمّان أنّ الجائزة محاوَلة لـ"شراء الضمائر"، مضيفاً، أنّه ورغم ذلك: "سنُصاب بالدهشة من عدد المشاركين في المسابقة ومن أسماء لجنة التحكيم".