مع استمرار الغطاء الأميركي والغربي على المجازر الذي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين من أطفال ونساء ورجال وشيوخ في غزة، أصدر قسم الدراسات العربية والإسلامية في "جامعة مدريد المستقلة"، اليوم الاثنين، بياناً يدين فيه بشدة "الاعتداءات العشوائية التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، الذي يعاني من حصار متواصل، برّاً وبحراً وجوّاً منذ عام 2006، من قبل الكيان الإسرائيلي".
وقد جاء في البيان: "لا يمكن لأي عملٍ أن يُبرّر القصف الهمجي المستمرّ الذي يشنّه الجيش الإسرائيلي على مباني المدنيين، والذي أدّى إلى انقطاع الخدمات الأساسية والضرورية مثل الماء والغذاء والكهرباء. ووفقاً للبيانات الرسمية، فإن نصف ضحايا الهجوم الإسرائيلي الغاشم، أي ما يقرب من ألفين وسبعمئة شخص، حتى تاريخ 15 تشرين الأول/ أكتوبر هُم من الأطفال والمسنّين، إضافة إلى عدد الجرحى الذي وصل إلى عشرة آلاف، كلّ هذا يتماشى مع السجلّ المعتاد لهذا النوع من الهجمات التي ترتكبها 'إسرائيل' بشكل منتظم بحقّ قطاع عزة، في تواطؤ لا يُطاق مع جزء كبير من المجتمع الدولي وفي مواجهة تقاعُس غالبية الحكومات العربية".
نبّه البيان على اعتداءات المُستوطنين المتطرّفين وجرائمهم بحقّ العُزّل
وتابع البيان الذي وقّعه أساتذة القسم: "نزح ما يقرب من 400 ألف من سكان غزة داخل منطقة لا تتجاوز مساحتها 360 كيلومتراً مربّعاً، يعيش فيها 2 مليون وأربعمئة ألف إنسان. ولسوء الحظ، فقد شهدنا، مراراً وتكراراً، هذا النوع من التفجيرات الضخمة التي ترقى إلى مستوى جرائم حرب، وهي استراتيجية مُعتادة لدى 'إسرائيل'.
كما لفت أساتذة القسم إلى أنه في السنوات الأخيرة، قد توغّلت قوات الجيش والشرطة الإسرائيلية في أرض الشعب الفلسطيني، وقامت بتوسيع المستوطنات غير القانونية، ومصادرة الأراضي، وطرد الفلسطينيّين من منازلهم ومزارعهم، وهدم المنازل، فضلاً عن الاعتقالات الإدارية دون محاكمة، إضافة إلى اعتداءات المستوطنين المتطرّفين على عائلات الفلسطينيين العُزّل، والإغلاق التعسّفي للنقاط الحدودية مع الأراضي المحتلّة، وقائمة طويلة من الإجراءات التي تعكس ازدراء السلطات الإسرائيلية للشرعية الدولية والمبادئ الأساسية للكرامة الإنسانية.
وفي نهاية البيان، عبّر أساتذة القسم عن إدانتهم الشديدة لتدمير المراكز التعليمية مثل المدارس والمعاهد والجامعات، في إشارة إلى القصف الذي تعرّضت له "الجامعة الإسلامية" في مدينة غزة.
وختموا بالقول: "يجب علينا أن نُصرّ مرّة أُخرى على ضرورة الاعتراف بالحق المشروع للشعب الفلسطيني في العيش بكرامة على أرضه. إنها مسؤولية مشتركة أن نمنع الموت الجماعي لعشرات الآلاف من الأشخاص في ظروف غير إنسانية. إن عالم الهمجية هو العالم الذي يسود فيه قانون الأقوى. إن الدفاع عن العدالة ليس التزاماً قانونياً فحسب، بل واجبٌ أخلاقيٌ على المجتمع الدولي برمته".
يذكر أن قسم الدراسات العربية والإسلامية في "جامعة مدريد" هو من أقدم الأقسام المتخصصة بالثقافة العربية في إسبانيا، وقد خرّج عدداً من الباحثين والمختصين في الشأن العربي والإسلامي من أمثال بيدرو مارتينيث مونتابيث، وإغناسيو دي تيران، وكارمن رويث، ويُعدّ هؤلاء من أبرز المستعربين الذين قالوا كلمة حقّ في إسبانيا بشأن القضية الفلسطينية.