خُطاك
يُمكنكَ أن تُصمتَ كُلَّ أمر،
أَمّا الحبّ فأبداً
حين تتفتّح النجوم
حين تبدأ في القلب الموسيقى
وتَنحَلُّ الرُّكب بحلاوة.
عندها تقودُكَ خُطاك.
■ ■ ■
لا أستبعِد
لا أَستَبعِد أن تقولَ
إنكَ نَسيتَ الساعة واليوم ووجودي.
لكنّني هَجرتُ الصلاة
كي أَكونَ جاهِزاً. قَطَعتُ الصيام،
صَبغتُ شَعري، وملابسي
عَطَّرتُها سِرّاً.
من أجل لحظةٍ معاً قامَرتُ بِالفَردوس.
إنّني جانِح لا يَرتَدُّ، أَظُنُّ أَنّني فَقَدتُه.
لكنْ لا أَستَبعِد أن تقول
إنّك كنتَ في السينما، بينما كنتُ أَختَنِق.
■ ■ ■
في منطقة نائية
موظَّف حكومي في منطقة نائية.
كلّ يوم تَصغُر في داخله صرخةُ
"تحيا الحرية". فهذه حسنة
لكنّ الخبز أيضاً لذيذ -
وهما أمران إلى الآن لا يتوافقان البتّة.
يُحيط به أشخاص مختلفون ولا شبهة بهم متيقّظون.
السعادة هنا تُسمَّى جريدة
- جريدة الحزب الحاكم، طبعاً.
مع كلّ قهوةٍ حلمٌ جديد
مُعَدٌّ ليجفَّ في ساعة.
فقط في العُطَل عندما يختبئ
في غرفته الغريبة، وكأنّه يتناسى إلى حدٍّ نفسه،
ربّما يحيا من جديد.
■ ■ ■
لا أجد صوتاً
أريد أن أَحفر لكن لا أرض لي.
أن أَزرع ـ لا يوجد تراب
ولا نباتات ولا حتى رفش
أريد أن أَصرخ ولا أجد صوتاً.
لا يَمسُّني الجمال
وما أشدّ رغبتي بأن أُحِبّ.
■ ■ ■
لا جذور لي في أيّ مكان
كأنّني فَقدتُ وطني
- لا جذور لي في أيّ مكان.
كأنّني صرت بلا أمّ،
مُستعِدٌ أبداً لأبكي
لِأَسْرد قَساواتٍ لم تَحصل
لِأَتنشّق مُحیطَ أَسى.
وفي داخلي أذوب حبّاً
وأنا واثق - يا حسرتي - من الدجل.
■ ■ ■
هاتان اليدان البيضاوان
بكفَّيَّ المُذنِبتين على الوجه،
لا أستطيع أن أَختبئ ولا أن أَسير.
هاتان اليدان البيضاوان كلتاهما معروفتان.
وكنتُ أُرتّل ذاتَ عهدٍ أيّام الآحاد في الكنيسة…
ما الذي صارت إليه كلّ هذه الصلوات؟
أين هو مَلاكي؟
ما الذي يربطني أنا بهذا الليل؟
بطاقة
Yorgos Ioannou، واسمه الحقيقيّ يورغوس سورولوبيس، شاعر وكاتب يونانيّ من مواليد عام 1927 في مدينة ثيسالونيكي، شمال اليونان. درس في قسم التاريخ وعلم الآثار بـ"جامعة ثيسالونيكي" التي عمل فيها لمدّة. انتُدِب عام 1962 لسنتين للتدريس في "المدرسة اليونانية" بمدينة بنغازي الليبية. رحلَ في أثينا عام 1985 إثر عمليّة جراحيّة.
* ترجمة: روني بو سابا