خيري دومة.. عن سردٍ يحاور الآخَر

باتتِ الضمائر اللغوية موضعَ اهتمام كبير لدى النظريات النقدية والأدبية الحديثة، كما أنّ علاقتها بالسرد وتقنيّاته تُعتبر لحظةً كاشفةً في مسألة الموضوع وليس الشكل وحسب، فمن خلالها نقرأ صورة الآخَر التي يحاورها الكاتب، وأيّ موقف يتّخذ منها.

عام 2016 صدر للأكاديمي المصري خيري دومة مؤلّف نقدي يحمل عنوان "أنتَ: ضمير المخاطب في السرد العربي"، ورغمَ أنّ الموضوع الذي يتطرّق إليه ذو راهنية في واقع السرد وتطوّراته، وما تشهده الساحة العربية من انتعاش كتابِيّ في فنَّي الرواية والقصّة، إلّا أنّ تلقّي الأعمال النقدية ما زال يسيرُ ببطء، وكأنّ الفنون السردية مكتفية بذاتها.

عند السادسة من مساء اليوم تنتظم في "نقابة الكُتّاب" بالقاهرة، الندوة الشهرية التي تنظّمها "شعبة النقد والدراسات الأدبية - جامعة القاهرة" لمناقشة كِتاب دومة، بهدف تسليط الضوء على المنهجية التي اعتمدها المؤلّف، وما النصوص السردية التي اختارها لتمثيل رأيه النقدي. ويشارك في النقاش كلٌّ من الباحثِين عادل ضرغام، ومحمد عبد الباسط، وعايدي علي جمعة.

ينطلق العمل من قدرة السرد الحديث على زعزعة المركزية القديمة للـ"أنا" التي رسّختها الفنون الكلاسيكية، في حين أنّ الكتابة المعاصرة لم تعد تجد ذاتها إلّا من خلال الآخر، وهنا نجد أنّ الاستخدامات الدلالية للضمير "أنتَ" تبدّلت لتتجاوز موقعها "الاتصالي" بين الكاتب والقارئ، كما ورد في العمل، لتصبحَ جزءاً أصيلاً من فعل الكتابة.

اللافت أيضاً، أنّ الكِتاب اعتمد في بعض تمثيلاته على نصوص تراثية وحكايات من الموروث الشفوي تجلّت فيها تلك الحوارية الكلامية التي تتطلّع إلى الآخَر، بالإضافة لقراءةٍ في اشتغالات نصّية تعاملت مع الذات بعيداً عن نبرة التماهي المُطلَق معها، وهذا يقودنا إلى سؤال الحقيقة وطريقة صياغتها في السرد.

يُشار إلى أنّ العمل يتألّف من ستة فصول هي: "سيرة مصطلح سردي مُهمل"، و"المُناجاة: شدوٌ من حديث متصل"، و"طه حسين: الرواي المُحدِّث"، و"فن الحديث: دراسة في سرد يوسف إدريس"، و"صعود ضمير المخاطَب في السرد المعاصر"، و"أنت: ضمير النقمة والسخرية والاحتجاج".

وللباحث أعمال أُخرى في النقد الأدبي، منها: "عدوى الرحيل: 'مواسم الهجرة إلى الشمال' ونظرية ما بعد الاستعمار" (2010)؛ وله في الترجمة: "المتحدّثون: الأدب وانفجار الحديث" لـ آيرين كاكاندير، وغيره.

موقف

التحديثات الحية

الفن المعزول