"دفاعاً عن القدس..": الذات العربية في لحظتها الراهنة

18 ديسمبر 2023
من مواجهات المقدسيّين ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي، 22 أيلول/ سبتمبر 2022 (Getty)
+ الخط -

تنامت في العقد الأخير الخطابات الثقافية العربية التي تروّج للتطبيع مع الكيان الصهيوني، وقد وجدت من يتبنّاها، ويعتبر مستقبل المنطقة العربية محكوماً بها. ومن جملة ما تُعلن عنه هذه الخطابات، هو التخلّي عن القدس المحتلّة كعاصمة لفلسطين، وهذا ما تمثّل بالاتفاقيات السياسية التي جلبها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى المنطقة، فضلاً عن قراره بنقل سفارة بلاده في الكيان الصهيوني إلى القدس.

عند السادسة من مساء غدٍ الثلاثاء تنتظم في "أتيليه القاهرة" ندوةٌ لمناقشة كتاب "دفاعاً عن القدس وهويّة الذات العربية"، للباحث المصري حاتم الجوهري، والذي صدر قبل أشهر، عن "دار إضاءات" في القاهرة، تزامناً مع الذكرى الخامسة والسبعين للنكبة الفلسطينية. يشارك في مناقشة العمل كلٌّ من: أحمد بهاء الدين شعبان، ومحمد السيد إسماعيل وخالد عبد الغني، ويُدير الحوار سونيا عباس.

يتناول الكتاب ظاهرة الاستلاب للصهيونية، وتجلّياتها المُختلفة في الخطابات الثقافية والسياسية العربية، ويتألّف من بابَين، حيث يُركّز في الأول منه على الفَرق بين مشروع التطبيع القديم، ومشروع الاستلاب الجديد (الاستسلام التامّ للسردية الصهيونية)، ويقف عند محدّدات الصراع على مدينة القدس ومسارات الأسرلة والتهويد فيها، منذ نكبة عام 1948، ثم حرب 1967، وصولاً للحظة قيام ترامب بتفعيل قرار نقل السفارة عام 2018.

دفاعاً عن القدس - القسم الثقافي

وفي الباب الثاني من الكتاب يفنّد الجوهري سردية خطاب الاستلاب العربي على ثلاثة مستويات؛ بدءاً من السردية التاريخية الدينية، مروراً بالسردية الفلسفية الوجودية التي تعتبر الذات العربية ذاتاً قاصرة وعاجزة بطبيعتها عن القيام بعملية التحديث والتقدّم، وصولاً إلى سردية خطاب الاستلاب المتنوّع بخلفيّاته العلمانية والدينية والسلطوية الوظيفية.

ختاماً، تقترح الدراسة مسارين رئيسيَّين سعياً لمحاولة التصدّي لخطاب الاستلاب؛ المسار الأول ترى فيه أن التناقضات التاريخية المتمثّلة بالإرث السياسي للقرن الماضي هي موطن الداء في الحالة العربية المعاصرة، أما المسار الثاني فيتلخّص باختبار فرضية أن البديل الجذري لخطاب الاستلاب، هو خطاب التمركُز حول اللحظة التاريخية الراهنة للذات العربية المعاصرة.
 

موقف
التحديثات الحية
المساهمون