استمع إلى الملخص
- الفنان حسن الشاعر أشار إلى حساسية أعمال بلحاج، حيث تتداخل الأشكال والألوان في طبقات تكشف عن صراع حميمي بين الضوء والعتمة، مما يربط الداخل بالخارج ويستلهم من الطبيعة.
- عيسى مخلوف أكد أن بلحاج لا تحاكي الواقع بل تستحضر روحه من خلال تناسق الألوان، وقرأت نصوصاً من مجموعتها "ذهب أجسادهنّ"، التي تبرز لعبة الضوء والعتمة كاستعارة عن الحياة.
افتُتِح مساء الجمعة الماضي في "قاعة محمد السرغيني" بمدينة تطوان المغربية معرض تشكيلي للشّاعرة والتشكيلية المغربية عائشة بلحاج تحت عنوان "ذاكرة الضّوء"، ويتواصل حتى السابع عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، وهو أول معرض فردي توقّعه صاحبة مجموعة "ريح تسرق ظلّي" الشعرية (2017)، في حين اقتصرت مشاركاتها السابقة على المعارض الجماعية.
في كلمتها خلال حفل الافتتاح، أوضحت بلحاج أن المجموعة المعروضة ترتكز على تشكيلات الضوء في حوار شعري بين الغابة والنور، يتجلّى في لعبة الألوان والظلال على أشجار الغابة، وتنوُّع تفاصيلها العفوية. وأضافت أن "هذه التجربة الفنية تأثرت بممارستها لهواية المشي الجبلي، التي قرّبتها من عالم الطبيعة بجماله العفوي وألوانه الخلّابة، والتي يعجز أيّ تعبير شعري أو تصوير فنّي عن محاكاتها".
وقدّم الفنان حسن الشاعر رؤيته حول أعمال بلحاج، مُشيراً إلى ما تمتاز به من حساسية، واعتمادها على طبقات تكشف عن صور مختلفة لتجليات ثيمة المعرض، وما هو مخفي خلف السطح الظاهر. ولفتَ إلى أن الأعمال تظهر نافذة مفتوحة تربط الداخل بالخارج، مع التركيز على جسد الإنسان كميزان للعمل الفني، إذ يخرج العمل الثقافي إلى الطبيعة ليستلهم منها.
وأضاف الشاعر أنّ التعبير الفنّي عند عائشة بلحاج يتسم بالخفَر، حيث لا تظهر التفاصيل بشكل مباشر بل تتداخل الأشكال والألوان في طبقات تولّد وتنبثق باستمرار. فهذه الأعمال لا تنقل الضوء والعتمة فحسب، بل تجسّد صراعاً حميمياً بينهما، في تفاعل يمتاز بالشاعرية والتأمل.
وفي الكلمة التقديمية للمعرض، كتَب الشاعر اللبناني عيسى مخلوف: "لا تصف عائشة بلحاج الواقع ولا تُحاكيه، بل تُطلق ريشتَها في مساحات اللون والخط والشكل. ورغم أنها لا تمثّل المشهد الطبيعي مباشرة في أعمالها، إلا أنها تستحضر روحه من خلال تناسق الألوان وتناغمها، ومن خلال عناصر بصرية مجرّدة تبحث فيها عن فضاءات أكثر اتساعاً".
وخلال حفل الافتتاح، قرأت بلحاج نصوصاً من مجموعتها "ذهبُ أجسادهنّ"، الصادرة حديثاً ضمن سلسلة "إشراقات" عن دار "كتب" في بيروت، بإشراف أدونيس، وتغلب على هذه النصوص تفاصيل عالم الطبيعة وكائناته، حيث تبرز لعبة الضوء والعتمة كاستعارة عن الحياة ومصائرها.
صدر لعائشة بلحاج في الشعر أيضاً: "قبلةُ الماء" (2019)، و"لا أعرفُ هذه المرأة" (2021)، كما أنها فازت عام 2023 بـ"جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة" عن كتابها "على جناح دراجة: رحلة من طنجة إلى باريس".