"رحلة الإمبراطور بيدرو الثاني": محطّة عمّانية

06 نوفمبر 2022
من المعرض
+ الخط -

بعد تنظيمه في القاهرة وبيروت خلال الأشهر الماضية، يحلّ معرض "رحلة الإمبراطور بيدرو الثاني إلى الأراضي المقدسة عام 1876" بعمّان، بالتزامن مع الاحتفالات التي بدأت في أيلول/ سبتمبر الماضي بمرور مئتي عام على استقلال البرازيل عن المستعمر البرتغالي.

يستعرض المعرض، الذي افتتح في "المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة" مساء الأربعاء الماضي، أسفار الإمبراطور البرازيلي دوم بيدرو الثاني (1825 - 1891) وزوجته دونا تريزا كريستينا إلى عدد من ولايات الدولة العثمانية ومصر بداية سبعينيات القرن التاسع عشر.

يتواصل المعرض حتى الأول من الشهر المقبل، ويتضمن نسخاً مطبوعة من مجموعة من الصور القديمة جمعها الإمبراطور، وما زالت محفوظة في "المكتبة الوطنية" بمدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، وهي تقدّم صورة شاملة عن رحلة استمرّت حوالي أحد عشر شهراً، وجاءت بعد قراءات بيدور المستفيضة عن لغات وأديان وثقافات الشرق.

من المعرض
من المعرض

تحتوي المجموعة ما يقارب خمسة وعشرين ألف صورة شكّلت أول مجموعة وثائق برازيلية يتم إدراجها في "سجل ذاكرة العالم" الذي أنشأته "اليونيسكو" عام 1992، وتبدأ منذ وصول الإمبراطور إلى ميناء الإسكندرية في الثامن والعشرين من تشرين الأول/ أكتوبر 1871، وكان في استقباله الخديوي إسماعيل، والقنصل الشرفي للبرازيل في المدينة.

سيقوم بيدور الثاني برحلة ثانية عام 1876 يوثّقها هذا المعرض، والتي استمرت أربعة وعشرين شهراً زار خلالها مدناً عدة في سورية ولبنان وفلسطين، حيث اشتمل مسار رحلته كلّاً من بيروت وبعلبك ودمشق وجبل الشيخ والقدس ونهر الأردن وموقع المغطس الذي عُمّد فيه السيد المسيح، ثم توجه الإمبراطور ومرافقوه إلى مصر.

يقول الفنان خالد خريس مدير عام المتحف، في تقديمه، إن "المعرض يضعنا أمام أهمية الفن في التوثيق. وفي حالتنا هذه نحن أمام صور فوتوغرافية تنقل واقعاً تم، وزمناً مضى. كذلك لعب الفن دوراً جيداً في التوثيق من خلال الفنانين الرسامين الذين قدِموا لرسم أماكن وشخوص لمنطقتنا، من أمثال البريطاني ديفيد روبرتس، والإسباني أنطونيو موتيث ديغرين الذي نظّمت معرضاً له عام 2000".

يقدّم المعرض ثماني وأربعين صورة أغلبها لمناظر طبيعية وعدد من المعالم التاريخية التي افتتن بها الإمبراطور في مصر وبلاد الشام التي تمنّى زيارتها مرة ثالثة، كما يرد في مذكراته، لكن الانقلاب الذي حصل في البرازيل عام 1889 وأطاح الحكم الملكي تسبّب بنفيه إلى باريس، حيث مات هناك بعد عامين.

المساهمون