تحوّلات كثيرة شهدتها الدراسات الأدبية في القرن العشرين، منها صعود الاهتمام بالأدب لغير المتخصّصين فيه من باحثين ونقّاد وكتّاب، كما هو الحال مع علماء الاجتماع، وأيضاً بالنظر إلى تغذية نظريات ظهرت في معارف أخرى للفكر الأدبي.
نجد أثر هذه التحوّلات في مدوّنة الباحث الأدبي الفرنسي آلان فيالا (1947 - 2021) الذي رحل عن عالمنا الأربعاء الماضي، فقد حضرت في أعماله روافد من علم الاجتماع والفكر التاريخي ونظريات التلقي والبيداغوجيا والمعجمية.
بفضل عمله "ولادة الكاتب" (1985)، أخذ فيالا مكانة أساسية في مجال البحث العلمي في الأدب، ويعود ذلك لنجاحه في ربط نظرية الحقول الاجتماعية لبيير بورديو مع الأدب، علماً أن عالم الاجتماع الفرنسي سيُنجز في 1992 عملاً يطبّق فيه أيضاً نظرية الحقول الاجتماعية على الأدب، وسيحمل عنوان "قواعد الفن". لكنّ العملين كانا مختلفين، وإن اعتمدا نفس المناهج، بل أغنى كل واحد فيهما الآخر، حيث كان بورديو يبحث في الأدب عن مساحات لتطبيق نظرياتٍ، فيما اشتغل فيالا في الاتجاه المعاكس، فانطلق من الأدب ليجد له أجهزة مفاهيمية جديدة تستنطقه.
كذلك، اجتهد فيالا في تغذية الدراسات الأدبية بفكر السيميولوجي الإيطالي أومبرتو إيكو، وفي هذا السياق كان كتابه "مقاربات حول التلقّي" بالاشتراك مع جورج مولينيه، وقد أفادته هذه التجربة في تقديم مقولاتٍ حول تجديد طرق تدريس الأدب في القرن الحادي والعشرين.
من مؤلّفات فيالا الأخرى: "المؤسّسات الأدبية في فرنسا القرن 17" (1985)، و"راسين: إستراتيجية الحرباء" (1990)، و"رسالة إلى روسو حول الاهتمام بالأدب" (2005)، و"الثقافة الأدبية" (2009)، كما أنجز مع بول آرون كتاب "علم اجتماع الأدب"، وأشرف على مشروع بعنوان "معجم الأدبي".