رحيل الأمين ساسي.. الفن فضاءً للتحرّر

24 أكتوبر 2024
الأمين ساسي (1951 - 2024)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- محمد الأمين ساسي، أحد أبرز الفنانين التجريديين في تونس، وُلد في منوبة وتخرج من المعهد التكنولوجي للفن والهندسة المعمارية والتعمير بتونس. تأثر بأستاذه رفيق الكامل وركزت أعماله على الحياة اليومية في تونس.

- بعد عودته من باريس، أقام ساسي معارض بارزة في تونس، حيث لفت انتباه النقاد بتعامله مع اللون والضوء، وسعى للتحرر من هيمنة "مدرسة تونس" الفنية، معارضًا احتكارها للمشهد الثقافي.

- حوّل ساسي مرسمه إلى منتدى ثقافي، جامعًا بين التجريد والتشخيص، ومنفتحًا على الشعر والموسيقى والمسرح والفلسفة، مما جعله شخصية مؤثرة في المشهد الثقافي التونسي.

رحل صباح اليوم الخميس الفنان التونسي محمد الأمين ساسي (1951 – 2024)، الذي يعدّ من أبرز الفنانين التجريديين في بلاده، من خلال نتاجه الكثيف في العديد من المعارض وكذلك آرائه التي تخالف السائد في المشهد التشكيلي التونسي.

وُلد الراحل في ولاية منوبة (شمال غربيّ تونس)، ونال الإجازة في الفنون التشكيلية في اختصاص الرسم الزيتي من "المعهد التكنولوجي للفن والهندسة المعمارية والتعمير" بتونس العاصمة عام 1974، وحصل على منحة تفرغ فني في حيّ الفنون بباريس عام 1977.

تأثر ساسي بأستاذه رفيق الكامل (1944-2021) الذي يعتبر أحد رواد المدرسة التجريدية بتونس، وركّزت أعماله على الحياة اليومية في مدن تونس، موثقاً الأشياء البسيطة مع عناية أكبر بالتقنيات، وهو ما انعكس على تجربة تلميذه الذي ذهب إلى التفاصيل التي كان يعيد ترتيبها من منظور الخاص.

يعدّ الراحل من أبرز الفنانين التجريديين في تونس

بعد عودة ساسي من العاصمة الفرنسية، أقام معرضه الأول في "رواق التصوير" عام 1979، ثم معرضاً ثانياً في "قاعة الأخبار" سنة 1981، ومن هناك بدأ اسمه متداولاً في الأوساط التشكيلية، وحظي باهتمام النقاد الذين ركّزوا على تعامله مع اللون وتوزيع الضوء في اللوحة.

في هذه المناخات، تولّد سعيه نحو مزيد من التجريب ضمن سعيه للتحرّر من سطوة "مدرسة تونس"، التيار الفني الذي تأسّس عام 1936، وظلّ مُهيمناً على الساحة التشكيلية في البلاد، دون مواكبة للتحوّلات الجذرية التي كان يشهدها الفنّ التشكيلي خصوصاً في السبعينيات، كذلك أتت معارضة ساسي وفنانين آخرين لرموز مدرسة تونس بسبب احتكارهم لتوجهات المؤسسة الثقافية الرسمية وإعاقتهم لكثير من المشاريع الفردية والجماعية.

على خطى رفيق الكامل، مزج ساسي بين التشخصية والتجريد في العديد من أعماله، واقترب من أسلوب المنمنمات في رسم مفردات العمل الفني، مع تركيز على الشخصيات الذكورية والنسائية التي قدّمها حائرة ومتعبة وتائهة تتوق إلى الحرية، ولم يهتمّ كثيراً بتفاصيل المكان والمعمار الذي شغل تجارب عدد من مجايليه.

حوّل الفنان الراحل مرسمه إلى منتدى للكتّاب والفنانين لطرح وجهات نظرهم في الثقافة والشأن العام، ويشير نعي وزارة الشؤون الثقافية التونسية في بيانها إلى أن "تجربته الجامعة بين التجريد والتشخيص كانت منفتحة على نوافذ الشعر والموسيقى والمسرح والفلسفة والكتابة السردية والسياسة والرقص والسينما".

المساهمون