لا يكاد يُذكر الباحث الفلسطيني اللبناني جورج زيناني (حيفا، 1935 - بيروت، 2021) إلا وتجري الإشارة إلى ترجماته، وأبرزها تلك التي نقل فيها أعمال أستاذه، المفكّر الفرنسي بول ريكور، إلى اللسان العربي في عملين مرجعيّين من مؤلفات هذا الأخير هما: "الذات عينها كآخر"؛ و"الذاكرة، التاريخ، النسيان".
كما نقل كتاباً بعنوان "بول ريكور" من تأليف جان غروندان، ناهيك عن مراجعته لترجمات غيره لأعمال المفكر الفرنسي مثل: "صراع التأويلات" (منذر عياشي)، و"الزمان والسرد" (فلاح رحيم)، و"في مدرسة الفينولمينولوجيا" (عبد لحي أزرقان)، و"الحب والعدالة" (حسن الطالب)، و"الاستعارة الحية" (محمد الولي).
وفي الترجمة، لنا أن نذكر لزيناتي - الذي رحل عن عالمنا أمس الجمعة - كتباً أخرى مثل: "انفعالات النَّفس" لرينيه ديكارت؛ و"تاريخ بيزنطة" لجان - كلود شينيه؛ و"الفلسفة الأخلاقية" لمونيك كانتو سبيربر وروفين أوجيان، و"تاريخ الكثلكة" لـ إيف بروليه. وكانت آخر ترجمات الراحل عمل بعنوان "ابن رشد المقلق" لـ جان باتست برونيه.
هذا الجهد الترجمي أخفى إلى حد كبير جهود زيناتي في التأليف على الرغم من أن الناظر في مجمل أعماله سيجد توزاناً بين الشقّين، ومن أبرز مؤلفاته: "رحلات داخل الفلسفة الغربية"؛ و"الظمأ الأبدي"؛ و"الحرية والعنف"، و"الفلسفة في مسارها".
ومن أعماله الأساسية استعادته لشخصية الفيلسوف الأندلسي ابن باجة ضمن دراسة موسّعة كانت موضوع أطروحة جامعية أشرف عليها بول ريكور ونال بها دكتوراه دولة في الآداب والعلوم الإنسانية من جامعة باريس. صدر هذا العمل بالعربية في 2019 تحت عنوان "فلسفة ابن باجة وأثرها" وكاتت بترجمة المؤلف، عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات".
على المستوى الأكاديمي، عمل زيناتي أستاذًا للفلسفة الحديثة والمعاصرة والدراسات العليا في كليتَي التربية والآداب في الجامعة اللبنانية، وفي فترة ما من مسيرته الأكديمية في فرنسا ترأّس تحرير مجلّة "الباحث".