بعد فلسطين وسورية واليمن والولايات المتّحدة، اختار الكاتب والناقد واللغوي والمترجم الفلسطيني السوري حسام الخطيب الاستقرار في قطر في الثلث الأخير منه عُمره، وفيها رحل اليوم الأربعاء عن تسعين عاماً.
وُلد الخطيب في مدينة طبريا بفلسطين عام 1932. وحصل على دبلوم في الصحافة عام 1950، وإجازة في اللغة العربية وآدابها من "جامعة دمشق" عام 1954، ثمّ دبلوم الاختصاص في التربية عام 1955، ثمّ إجازة في اللغة الإنكليزية وآدابها عام 1959، ثمّ دكتوراه في الآداب (الأدب المقارن، عربي- أوروبي) من "جامعة كامبردج" عام 1969.
بدأ مساره التعليمي والأكاديمي مُعلّماً في المدرسة الابتدائية ببُصرى الشام في سورية عام 1949، ثمّ تنقلّ بين عدد من المدارس والمعاهد والجامعات في سورية وخارجها؛ "ثانوية درعا" و"دار المعلّمين الريفية" (1955 - 1959)، وقسم اللغة العربية في "جامعة دمشق" (1961 - 1966) ثمّ عام 1975 وبين 1980 و1990، ثمّ رئيساً للقسم نفسه بين 1971 و1977 وكذلك في 1983، و"المعهد العالي للدراسات العربية" في القاهرة (1973 - 1974)، و"الجامعة اللبنانية" في بيروت (1976 - 1979)، و"كلّية التربية" في تعز اليمنية (1989 - 1991)، ثمّ كلية الآداب في المدينة نفسها، والتي أسّسها وتولّى عمادتها بين 1991 - 1993.
في محطّته القطرية، عمل الخطيب أستاذاً للأدب المقارن والنقد في قسم اللغة العربية بـ"جامعة قطر" في الدوحة (1993 - 2004)، ثمّ خبيراً ثقافياً ومؤسّساً ومشرفاً على مركز الترجمة في "المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث"، وزارة الثقافة والفنون والتراث لاحقاً (2004 - 2010)، ثمّ خبيراً ثقافياً في الديوان الأميري منذ 2010.
كان الخطيب، أيضاً، عضواً في اللجنة التنفيذية لـ"منظّمة التحرير الفلسطينية"، ومؤسّساً ورئيساً لدائرة الشؤون الثقافية والتربوية فيها بعمّان (1969 - 1971)، كما عمل في عدّة مجلّات ثقافية؛ من بينها: "المعلّم العربي" التي تولّى رئاسة تحريرها بين 1964 و1966، و"الآداب الأجنبية" التي انضمّ إلى هيئة تحريرها عام 1978، ثمّ تولّى رئاسة تحريرها عام 1982 وحتى 1990.
ترك حسام الخطيب عدداً كبيراً من المؤلّفات التي تنوّعت اهتماماته فيها بين الأدب المقارن، والنقد الأدبي، والأدب العربي الحديث، والترجمة والترجمة الآلية، والثقافة وقضاياها، واللغة العربية، والقضايا التربوية، إلى جانب اهتمامه الخاصّ بالأدب الفلسطيني والقضية الفلسطينية.
من بين مؤلّفاته تلك: "الوافي في الأدب العربي الحديث"، بالاشتراك مع جودت الركابي وعبد الكريم إسماعيل، (1961)، و"في التجربة الثورية الفلسطينية" و"الأدب الأوروبي: تطوُّرُه ونشأة مذاهبه" (1972)، و"أبحاث نقدية ومقارنة" (1973)، و"الرواية السورية في مرحلة النهوض" (1973)، و"ملامح في الأدب والثقافة واللغة" (1977)، و"القدس - دمشق – القدس" (1981)، و"القصّة القصيرة في سورية: تضاريس وانعطافات" (1982)، و"الأدب المقارن نظرية وتطبيقاً" من جزأين (1983)، و"الثقافة والتربية في خطّ المواجهة" (1983)، و"روحي الخالدي رائد الأدب المقارن" (1985)، و"ظلال فلسطينية في التجربة الأدبية" (1990)، و"آفاق الأدب المقارن عربياً وعالمياً" (1992)، و"اللغة العربية: إضاءة عصرية" (1995)، و"حركة الترجمة الفلسطينية: دراسة وببليوغرافيا" (1995)، و"النقد الأدبي في الوطن الفلسطيني والشتات" (1996)، و"الأدب المقارن من العالمية إلى العولمة" (2001).