رحل أمس الأربعاء في مدينة العرائش (170 كلم شمال الرباط) الشاعر المغربي حسن الطريبق (1938 – 2022) الذي ترك العديد من الدراسات النقدية، إلى جانب مجموعاته الشعرية التي أصدرها على مدار أكثر من ستّة عقود.
وُلد الراحل في مدينة القصر الكبير، وتابع دراسته الثانوية بمدينة تطوان ثم حاز الدرجة الجامعية الأولى من كليّة الآداب بفاس، ودبلوم الدراسات العليا من الكليّة نفسها، ودكتوراه الدولة في الآداب بالرباط، واشتغل في التعليم الثانوي بالعرائش، قبل أن ينتقل للعمل أستاذاً جامعياً في فاس.
بدأ الطريبق كتابة الشعر في خمسينيات القرن الماضي حيث نشر قصائده الأولى على صفحات الجرائد والمجلات المغربية، قبل أن يُصدر مجموعته الأولى "تأملات في تيه الوحدة" عام 1972، وفي العام ذاته أصدر مسرحيته الشعرية "مأساة المعتمد" المقتبسة من أحداث تاريخية تعود إلى زمن الشاعر والخليفة الأندلسي (1069 – 1091).
جمع بين كتابة الشعر والمسرح الشعري وبين التدريس الجامعي والكتابة النقدية
أشار الكاتب المغربي عزيز قنجاع في نعيه لصاحب "ما بعد التيه" (1974) إلى أنّ "حضور الغنائية والدرامية في دواوينه الشعرية والجمع بين الإبداع الشعري، العمودي والتفعيلي، أتاح للطريبق إدراج عناصر مشروعه الأدبي والنقدي والإيديولوجي، ضمن مُوصلات ومساحات إبداعية شاسعة، مكّنته بمهاراته الفنية من تحقيق تجربته الأدبية في أبعادها الشعرية والذهنية، في كنف ذَاتٍ تُجدّد فرادتها وتسعى إليها، لتضيء تجربتها من جديد وتصِمَها بملامح فنّية خاصة، لذا استحقّ حسن الطريبق أن يُوصف بهرم التجربة الوجدانية بالمغرب".
أصدر الطريبق مسرحية شعرية بعنوان "وادي المخازن " (1974) التي كانت مقرّرة ضمن مناهج الثانوية العامة في المغرب، كما صدرت له مسرحيّة شعريّة أُخرى في فصلين هي "الأمواج والقراصنة" (1981)، وديوان شعري باللغة الإسبانية بعنوان "صدى الهروب"، ترجمهُ للعربية عبد الرحمن الشاوي.
على صعيد النقد الأدبي، نشَر الراحل كتاب "القصيدة العربية الحديثة والمعاصرة بين الغنائية والدرامية"، ودراستين بعنواني "نظرات في الشعر الإسباني وتطوّره"، و"الشعر المسرحي في المغرب، حدوده وآفاقه"، من منشورات "جامعة عبد المالك السعدي" بتطوان.
وقد نعاه "اتحاد كتاب المغرب" في بيان صدر أمس، وورد فيه: "عُرف الراحل بحضوره الإبداعي والثقافي والمعرفي، وبسجالاته النقدية، وجمع بين الإبداع الشعري العمودي والتفعيلي، وأتقن اللغة الإسبانية، وبها كتب بعضاً من أشعاره".