- بدأ مشّه مسيرته الأدبية بنشر نصوصه في الصحافة الثقافية الأردنية في الثمانينيات، وأصدر مجموعته الأولى "حبّك قدري" عام 1983، مؤكدًا على استخدام تقنيات سردية فنية متميزة في أعماله.
- أثرى مشّه الساحة الأدبية بمجموعات قصصية متنوعة تعكس جماليات النص الأدبي وتقنياته، مثل "شبابيك" و"همسة في زمن الضجيج"، متناولًا موضوعات حياتية عابرة بأسلوب سردي مبتكر ومؤثر.
في أحد مستشفيات عمّان، رحل، صباح اليوم الخميس، الكاتب الأردني الفلسطيني محمد عارف مشّه (1957 - 2024)؛ أحد أبرز كتّاب القصّة القصيرة جدّاً في الأردن، في تجربة استمرّت أكثر من أربعة عقود، وركّزت كتابته على التقاطات سردية قصيرة لمشاهد حياتية سريعة وعابرة.
وُلد مشّة في مدينة أريحا، وحاز درجة البكالوريوس في التاريخ من "الجامعة الأردنية" سنة 1992، وعمل في التدريس فترة طويلة أعدّ خلالها وكتب العديد من البرامج الإذاعية والتلفزيونية، ليبدأ نشر نصوصه الأُولى في الصحافة الثقافية الأردنية مطلع ثمانينيات القرن الماضي، ليُصدر مجموعته الأولى تحت عنوان "حبّك قدري" عام 1983.
في كتابه "جماليات النص الأدبي"، يشير الكاتب الليبي يونس شعبان الفنادي إلى أن مشّه يمتلك التقنيات السردية الفنية التي واظب عليها في مجموعته "شبابيك" (2017)، كاستعمال صوت الراوي في الخطاب السردي بدلاً عن تسمية شخصيات معينة أو إجراء حوارات متنوعة لإيصال فكرة ورسالة النص، وهذا أمر تفرضه طبيعة مساحة النص المحدودة ونوعية الجنس الأدبي القصير جداً، فظل الكاتب متوارياً عن الظهور يبعث رسالته المشوقة بكل خفة ولطافة وذكاء، ليذكرنا بأصوات مسرح العرائس التي يلعب فيها صوت الراوي دوراً مهماً في ترسيخ فكرة الرسالة المتحركة بذهن المتلقي.
صدرت لمحمد مشّه مجموعات عدّة، من بينها: "همسة في زمن الضجيج" (1989)، و"الولد الذي غاب" (1995)، و"مولاي السلطان قطز" (2000)، و"بائعة الكبريت" (2008)، و"عصافير المساء تأتي سرّاً" (2019)، و"شارع سقف السيل" (2023)، إلى جانب أعمال مخطوطة مثل "استقالة مواطن" و"أنا وأنت".
في مجموعة "ِشبابيك"، يكتب نصّاً بعنوان "قصيدة": "أمضى ليلهُ ساهراً يفكّر بكتابة قصيدة. وأمضى الطفل ليلتهُ في صناعة قنبلة مولوتوف باتجّاه حاجز العدوّ بين قريتين. في الصباح، قرأ الناس خبر استشهاد طفل ولم يكتب الشاعر قصيدته".