رحيل محمّد أديب الجادر: عمرٌ مع المخطوطات

21 يوليو 2023
محمد أديب الجادر (1953 - 2023)
+ الخط -

في دمشق التي أبصر النور فيها عام 1953، رحل الكاتب والمُحقّق السوري، محمّد أديب الجادر، في الحادي عشر من الشهر الجاري، تاركاً عدداً كبيراً من الكتب، تأليفاً وتحقيقاً. وعلى الرغم من هذه الغزارة، لم تنتبه الصحافة الثقافية العربية لرحيله، الذي لم تتحدّث عنه بعض سوى بعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي التي أوردت شهادات عنه وشذرات من سيرته.

من ذلك "دار نينوى للدراسات والنشر والتوزيع" السورية، والتي كانت أعلنت قبل فترة وجيزة عن إصدارها طبعةً جديدة من كتاب "المواقف والمخاطبات" للنفّري بتحقيق الجادر؛ حيث كتبت الدار، في منشور على صفحتها في فيسبوك، أنّ الإعلان قابله بعضُهم بالاستفسار عن جدوى إصدار طبعة جديدة من الكتاب الذي سبق أن حُقّق وصدر في عدّة طبعات، مُضيفةً أنّها طلبت من المُحقّق كتابة ردّ يجيب فيه عن دوافعه لتحقيق الكتاب مُجدَّداً، قبل أن يبلغها خبر رحيله.

وأشارت الدار، في المنشور نفسه، إلى الطبعات السابقة تضمّنت أخطاء كثيرة، ومُفتقرة إلى المراجع والمستندات والهوامش، فضلاً عن عدم اكتمال "المواقف" فيها؛ وهو ما قالت إنّ الطبعة الجديدة تتضمّن المواقف كاملةً؛ حيث عثر عليها الباحث بكري علاء الدين في إحدى المكتبات بإسطنبول.

المواقف والمخاطبات

تخرَّج محمّد أديب الجادر من قسم اللغة العربية في كلّية الآدب بجامعة دمشق عام 1977، وتنقّل بين عددٍ من المؤسّسات العلمية والثقافية، قبل أن ينضمّ إلى "مجمع اللغة العربية" في دمشق عام 1992، ثمّ يُعيَّن أميناً لقاعة الباحثين في "المدرسة العادلية" التابعة للمجمع الذي ظلّ منتسباً إليه حتّى تقاعُده عام 2013.

خلال هذه الفترة، فهرس الجادر وحقّق العشرات من الكتب التراثية في التاريخ والأدب والتصوّف؛ من بينها "تاريخ دمشق" لابن عساكر، والذي كان عضواً في لجنة تحقيق ومشارك في تحقيق مجلّده الثامن عشر، و"مقالات الأدباء ومناظرات النجباء" لعلي بن عبد الرحمن الغرناطي، و"الكواكب الدرِّية في تراجم السادة الصوفية" لزين الدين المُناوي، و"طبقات الشاذلية الكبرى" للحسن بن محمد الشاذلي المغربي، وديوان نجم الدين بن سِوار الدمشقي، و"خبايا الزوايا فيما في الرجال من البقايا" لشهاب الدين الخَفاجي، و"تذكرة الأولياء" لفريد الدين العطَّار، و"التعرُّف لمذهب أهل التصوُّف" لأبي بكر الكلاباذي، وديوان سعد الدين ابن العربي.

 
المساهمون