في الثامن عشر والتاسع عشر من كانون الأول/ ديسمبر عام 2019، عقد "مركز دراسات الخطوط" التابع لـ"مكتبة الإسكندرية"، السيمنار الأول حول دراسة النقوش العربية والإسلامية، حيث شارك فيه باحثون من دول عربية مختلفة وتعدَّدت المناهج التي قرأوا من خلالها نقوشاً تمتدّ على مساحة واسعة من جغرافيا العالَم الإسلامي.
أتاحت المكتبة محتويات السيمنار في كتاب صدر حديثاً بعنوان "روّاد دراسة النقوش العربية والإسلامية: المصريون والعرب"، حيث قدّم له الباحث أحمد منصور، وتضمّن سبعة فصول بحثية تُضيء إسهامات روّاد العلماء المصريين والعرب في مجال النقوش الإسلامية، خاصة مع نهاية القرن التاسع عشر الميلادي والنصف الأول من القرن العشرين، إذ شهدت تلك الفترة اهتماماً كبيراً بهذا المجال.
تناول الفصل الأول "النقوش الكتابية على الصُّنُج الزجاجية الأموية والعباسية المُبكّرة في ضوء مجموعة "متحف الفنّ الإسلامي" لمحمد عبد الستار عثمان، كيفية دراسة النقوش والانتقال من النظر في شكلها إلى البحث في مضمونها، والعلاقة بين الصنجة المستديرة وهندسة النقش، والبُعد البصري عند مرحلة التنفيذ، كما ميّز بين الصُّنج الشرعية مثل الدينار والدرهم والمثقال والقيراط، وأُخرى عرفية كالفلوس وأنصاف الفلوس.
كما قدّم عثمان، أيضاً، في الفصل الثاني من الكتاب قراءة آثارية لكتاب "أدب الغرباء" لأبي فرج الأصفهاني، وهذا المؤلَّف يُعدّ، وفقاً للباحث، أوّل مصدر معروف يتصدّى لتسجيل النقوش الكتابية على جدران المنشآت المعمارية. كما يُمكن فهْمُ قراءة الأصفهاني لهذه النقوش كما لو أنّها رسومات غرافيتي نُشاهدها اليوم في المدن، أو رسائل تواصل بين العابرين.
كذلك ضمّ الكتاب دراسة لمحمد السيد أبو رحاب بعنوان "المنهجية العِلمية لرشيد بورويبة في دراسة النقوش الكتابية"، وفيه يقرأ المنهجية العلمية للباحث الجزائري وخاصة في أعماله "مساجد أثرية في منطقتي الزاب ووادي ريغ"، و"الدولة الحمادية: تاريخها وحضارتها".
وتوزّعت الدراسات الأُخرى على بلدان عربية، وهي: "روّاد الكتابات والنقوش الإسلامية في السعودية" لسعد الراشد، و"الجهود العلمية لناصر الحارثي في توثيق ودراسة النقوش" لغيلان غيلان، و"جهود العلماء السوريّين في توثيق ودراسة النقوش العربية (1850 -1950)" لفرج الحسيني، و"إسهامات بعض لجنة حفظ الآثار العربية وفنّييها المُتخصّصين في دراسة النقوش الكتابية الإسلامية" لرضوى زكي.