ريوجي إيكيدا.. على حواف الفن والتكنولوجيا

24 مايو 2021
(من المعرض)
+ الخط -

يركّز الموسيقي والفنان البصري الياباني ريوجي إيكيدا (1966) على الخصائص الأساسية للصوت نفسه، والضوء باعتباره عنصراً أساسياً لكلّ ما هو مرئي، في العروض الحيّة التي يقدّمها وكذلك في تركيباته التي تُعرص في المتاحف اليابانية والغربية.

في معرضه الجديد الذي افتتح الخميس الماضي في "استوديو 180 ذا ستراند" بلندن ويتواصل حتى الأول من آب/ أغسطس المقبل، يقود ضوء أبيض عبر ممرّ متوهج زوّار المعرض إلى غرفة مليئة بمكبرات الصوت التي يتردّد صداها في الأرجاء بعد مقدّمة موسيقية.

يشتمل المعرض على إثني عشر عملاً ضمن مشروع إيكيدا على ثلاثية صوتية ومرئية تعتمد على البيانات، وتمثّل خلاصة بحث استمر نجو عقدين تناول خلاله الأبعاد الطبقية لعالمنا، من الميكروسكوب، إلى الإنسان، إلى المجهر.

(من المعرض)
(من المعرض)

قام الفنان بنسخ مجموعات البيانات العلمية الضخمة ثمّ تحويلها وتصميمها وإعادة بنائها، وتنظيمها لتصور الأبعاد المختلفة التي تتعايش بين المرئي وغير المرئي في كلّ ما يحيط بنا، ضمن تجاربه المتعدّدة في عالم البيانات الضخمة، حيث يلتقط الجوانب الخفية للطبيعة والمعرفة العلمية الواسعة التي تُشعر بصغر حجم الإنسان في الكون الواسع.

في هذا المشروع، أنشأ إيكيدا ثلاثية تعتمد على البيانات من خلال برمجة كمبيوتر دقيقة للغاية، وتتميز بموسيقى تصويرية إلكترونية مبسطة ومنسجمة مع مشاهد فيديو عالية الجودة والدقة، وهو يتعامل مع الترددات والمقاييس التي يصعب على الأذن والعقل البشري فهمها، وتصور أصواتها من خلال الأنظمة العددية وجماليات البرمجة.

ويختبر من خلال تنسيق الأصوات والمرئيات والمواد حدود حواس الإنسان والتكنولوجيا الرقمية، في امتداد لتجاربه السابقة التي اتخذت أشكالًا متعددة من العروض الحية والتركيبات السمعية والبصرية، إلى تصميم الكتب وإنتاج الأقراص المدمجة، وتطورت على مرّ السنين لتشمل أحدث أبحاثه القائمة على البيانات.

لا تبدو العلاقة بين الفن وبين التقنيات مستوعبة تماماً حتى اليوم، كما أن تذوق نتاجاتها ليست أمراً سهلاً، خاصة في ما يتعلّق بقن إيكيدا الذي يقدّم مجموعة بيانات علمية ضخمة لأحماض نووية وإحداثيات الإنسان والحيوان على الأرض ودقائق جسده، وموقعه على كوكب الأرض ضمن المجرات والنجوم السيارة، حيث تتآلف جميع هذه البيانات لتشكلّ مشهداً بصرياً صوتياً واحداً، يمكن للمشاهد أن يعايشه ويشعر أنه جزء منه، بدلاً من أن يسمعه أو يراه فقط.
 

المساهمون