تستقبل زائرَ موقع "مؤسّسة هنداوي" رسالةٌ مقتضبة تعطي لمحةً عن طبيعته ورسالته: "مؤسّسة غير هادفة للربح، تهدف إلى نشر المعرفة والثقافة، وغرس حبّ القراءة بين المتحدّثين باللغة العربية". رسالةٌ يأتي قسم "مَن نحن" ليوسّعها، حيث يُطلعنا على رغبة المؤسّسة، عبر موقعها (www.hindawi.org)، في "إحداث أثر كبير في عالم المعرفة" عربياً، وفي "تكوين أكبر مكتبة عربية تضم أهم كتب التراث العربي الحديث بعد إعادة إنتاجها؛ حفاظاً عليها من الاندثار".
تعريفٌ لا يبدو مفارقاً لحقيقة الموقع، خصوصاً لدى الزوّار الذين يتابعونه منذ سنوات. فالموقع ذو الصفحة الرئيسية البسيطة، المتقشّفة لكنِ السلِسة بما يتيح سهولة تصفّحه والوصول إلى محتوياته، يقدّم منذ سنواتٍ مجموعة من الأعمال المهمّة، ولا سيّما في الفكر والأدب والسيرة والتاريخ. بل تكاد تكون "هنداوي"، اليوم، واحدةً من الجهات التي توفّر أكبر عدد من الاشتغالات التي تعود إلى فترة النهضة العربية وبداية القرن الماضي، كتابةً منها أو عنها، إن كان في الفلسفة، أو النقد، أو اللغة، أو حتى النصوص السردية والشعرية.
وكما هو واردٌ في تعريفه، فإن الموقع لا يسعى، فحسب، إلى جلب نُسَخٍ للأعمال التي ينشرها من أماكن أخرى، بل يعمل على إعادة إنتاجها، وصياغتها، وتنقيحها أو تحقيقها إن لزم، مع طرح إخراج بصريّ جديد لها، رغم بساطته في أغلب الأحوال.
تسهّل الصفحة الرئيسية معرفة كلّ محتويات الموقع والوصول إليها
تشتمل الصفحة الرئيسية على بواباتٍ تعلوها وتضمّ تفريعات إلى "الرئيسية"، وأخرى إلى "الكتب"، و"القصائد"، وأسماء المساهمين، إضافة إلى دعوة للتعاوُن مع المؤسّسة ("ترجِم معنا")، وكذلك الصفحة التعريفية ("مَن نحن"). وتلي هذه القائمة الأفقية قائمةٌ عمودية، على يمين الموقع، تحمل عنوان "موضوعات الكتب"، وتؤرشف للأعمال المنشورة، كلّ تحت زاويته، وبترتيبٍ ألفبائيّ: من إدارة الأعمال (20 كتاباً، حتى لحظة كتابة هذه المقالة)، إلى الأدب (356 كتاباً)، وأدب الرحلة (51 كتاباً)، والاقتصاد (27 كتاباً)... وصولاً إلى الفلسفة (197)، وقصص الأطفال (152)، والنقد الأدبي (129). حقولٌ تضمّ، مجموعةً، 2235 كتاباً حتى الآن، وهو رقمٌ يعطي فكرة عن جدّية الموقع، ومشروع المؤسّسة من ورائه، ورغبتها في الاستمرار.
كما يشير الموقع، على صفحته الرئيسية، إلى توفيره عدداً من سلاسل الكتب الخاصّة بالمؤسّسة، ولا سيّما ترجماتها لسلسلة "مقدّمات قصيرة جدّاً" المعروفة، والتي تقوم عليها، منذ عام 1995، منشورات "جامعة أوكسفورد". إضافة إلى سلسلتين، هما "الأدب العالمي للناشئين" و"موسوعة مصر القديمة".
هكذا، يقدّم الموقع نفسه كفضاء سهل، مكشوف وبعيد عن التعقيد والطبقات المتراكمة والمهملة من الصفحات، بما يتيح للقرّاء معرفة كلّ محتوياته، والبنود المصنّفة تحتها، والوصول إليها بقليل من الكبسات على الروابط. كما يبدو الموقع وفياً للرغبة التي يُعلنها في تعريفه، أي عدم الاكتفاء بحقل واحد، أو بمجال نخبوي، بل الانفتاح على شتّى مجالات المعرفة، الأدبية والفكرية والعِلمية، مع توفير مساحة مهمّة للكتب العَمَلية، والعِلمية، ولكتب الأطفال والناشئة.