زُقاق البلاط.. يومان بحثيّان حول تراث الحيّ البيروتي

ينطلق التفكير في هويّة بيروت النهضويّة وأحيائها التراثيّة، وعلى رأسها زُقاق البلاط، من البُيوت العريقة إلى المدارس التعليميّة. وأمام دورة الحياة المُدُنيّة بتنوّعها الاجتماعي والثقافي، تأتي عوامل مثل الضغط العُمراني مع غياب التنظيم المُدُني وضُعف إجراءات حماية التراث، والهجرات السكّانية المُتتاليّة، لتشكّل تهديداً للهويّة الوطنيّة وتراثها. 

وزادت هذه الأسباب من الاهتمام بمنطقة زُقاق البلاط تاريخاً وتُراثاً وعمارةً، ممّا شجّع على فكرة التعاون العِلمي والثقافي بين عدد من التجمّعات المَعنيّة بحماية التراث مثل "بيروتنا"، و"بيروت تُراثنا"، و"المعهد الألماني للأبحاث الشرقيّة" في بيروت.

"زُقاق البلاط: مدرسة المُعلّم بطرس البستاني والأثر الأكاديمي في بيروت" عنوان الندوة البحثيّة التي تنعقد يومَي الخميس والجمعة المُقبلَين، في "المدرسة البطريركيّة" و"المعهد الألماني للأبحاث الشرقيّة" في بيروت، وتتضمّن عدداً من الأوراق والمُداخلات المختصّة، إلى جانب القيام بجولة سياحيّة على بعض المَعالم التي تحمل رمزيةً تاريخيةً ونهضوية مثل "مدرسة بطرس البستاني". 

ويهدف القائمون على النشاط إلى تنمية حسٍّ معرفيٍّ وإنسانيٍّ في سياق حماية التراث والذاكرة الجماعيّة والمساحات العامة بكلّ ما تحمله من جماليات وانفتاح على الآخر.

تُفتَتح أشغال الندوة عند السادسة من مساء الخميس، بمحاضرة يُقدّمها، في "المعهد الألماني"، كلٌّ من الناشِطَين في مجال حماية المُمتلكات التراثية: حُسْن عبود وباسم سعد، على أن يقرأ، بعدها، الباحث الألماني ينس هانسن ورقةً بعنوان "زقاق البلاط: المكان والتعليم في بيروت".

برنامج اليوم الثاني يبدأ بجلسة صباحية في "المدرسة البطريركية" يقدّم فيها الباحث فضلو داغر ورقة حول "تراث العمارة في حيّ زقاق البلاط"، قبل أن يلتئم ممثّلو المدارس الوطنية والإرسالية في جلسة ثانية تحمل عنوان "صروح معمارية: تاريخ مشترك ووحدة وطنية أمام التحدّيات"، كما يقرأ الباحث سُهيل منيمة، في الجلسة الثالثة، ورقته الموسومة بـ"من أعلام النهضة التعليمية في لبنان: إليزابيث تومسون وعبد القادر قباني".

أمّا الجلسات المسائية فتنعقد في "المعهد الألماني" بعد جولة تُعرّف بمعالم زقاق البلاط، وتتضمّن خمس مداخلات، هي: "إجراءات حماية التراث المُدُني في زقاق البلاط" لأسامة كلّاب، و"الشيخ النهضوي يوسف الأسير وتحرير الترجمة العربية للكتاب المقدّس" لسليمان بختي، و"منشور بطرس البستاني 'نفير سورية' والأثر الأكاديمي في بيروت" لحُسْن عبود، و"مدرسة المعلّم بطرس البستاني الوطنية: مُقترح لإعادة التأهيل المعماري والحضري" لكالين مطر، وتُختتم الأنشطة بجلسة تقييمة تحت عنوان "حماية التراث المُدني: ترميم مدرسة بطرس البستاني: المَعْلَم، الرمز والذاكرة الوطنية".

آداب وفنون

التحديثات الحية

سهيل القشّ... عن الكيان اللبناني وتشظّياته