ساندرا لوجييه.. البحث عن السياسة لدى فيتغنشتاين

15 أكتوبر 2021
غرافيتي لـ لودفيغ فيتغنشتاين في العاصمة الكولومبية بوغوتا
+ الخط -

في الفلسفة المعاصرة، يشكّل الفيلسوف النمساوي لودفيغ فيتغنشتاين (1889 - 1951) أحد أحجار الأساس في أغلب النقاشات، من فلسفة اللغة والذهن إلى المنطق وفلسفة العلوم، وذلك ليس في الفضاء الفلسفي الأنكلوساكسوني - الذي يعدّ أحد مراجعه الأساسية - فحسب، بل كذلك في ما يُعرَف بالفلسفة القارية، الأوروبية.

وإذا كان فيتغنشتاين لم ينشر، في حياته، إلّا عملاً واحداً هو "تراكتاتوس: رسالة فلسفيّة منطقية" (1921)، والذي تبعه العديد من الأعمال المنشورة بعد رحيله، إلّا أن تأثيره تجاوز عالم الفلسفة، حيث أثّرت أطروحاته في مختلف العلوم الإنسانية، من الأنثروبولوجيا إلى علم الاجتماع والنفس، بل حتى في الفنون والعلوم السياسية.

في كتابها: "فيتغنشتاين: سياسية اليوميّ"، الصادر حديثاً لدى منشورات "فران" الفلسفية في باريس، تتناول الباحثة الفرنسية ساندرا لوجييه زاويةً قلّما جرى التوقّف عندها في تجربة الفيلسوف النمساوي، وهي الإمكانات السياسية التي يمكن استخلاصها من أعماله.

غلاف

وإن كان هذا الجانب السياسي نادر الحضور في مدوّنات المختصّين بفيتغنشتاين، فلأنّ صاحب "عن اليقين" أظهر تحفّظاً على أهمية وجدوى النقد والتغيير، في ظلّ اقتناعه بأن "أشكال الحياة" - وهو أحد مفاهيمه الأساسية - لا تُلقي بالاً إلى السياسة، بل إلى اللغة.

تبني لوجييه، التي تدرّس الفلسفة المعاصرة في جامعة "باريس الأولى بانتيون - سوربون" وتُعَدّ إحدى أبرز اختصاصيّي الفيلسوف النمساوي في فرنسا، تبني أطروحتها على القول بأن التحليل الدقيق للاستخدامات اللغوية وللتحوّلات التي تساهم في إنتاجها، يكشف عن إمكانيات سياسية وحياتية جديدة، بل ويضيء على انفتاح فلسفة فيتغشنتاين على التغييرات الجذرية، كما هو الحال في الثورات.

موقف
التحديثات الحية
المساهمون