لم يعد ممكناً الفصلَ بين المتحف ودوره التعليمي، بوصفهِ فضاءً للتفاعل المعرفي يستندُ إلى الاستكشاف والبحث وتبادل الأفكار والمعلومات، في إطارِ عمليةٍ عفويّة غير مفروضة على الزائر، تتسم بالتشاركية وتعدّد وسائط التعلّم المكتوبة والسمعية والمرئية في سياق متكامل.
ضمن منظوره لهذا الدور، أطلق "المتحف الفلسطيني" في بيرزيت المنصّة التعليميّة "سناسل: نلعب معاً، نتعلّم معا" باللغة العربيّة، الخميس الماضي، بهدف خلق فضاءات رقميّة للّعب والاستقصاء، والمساهمة في توسيع تجربة التعلُّم المتحفيّة للأطفال واليافعين والعائلات والمعلّمين.
تتنوّع عناصر المنصّة بين فيديوهات الرسوم المتحرّكة، والواقع الافتراضي، والألعاب، والمسارد الزمنيّة، والألواح التفاعليّة، وغيرها من الموادّ التي تُتيح الانخراط في برامج المتحف ومعارضه بطرق شيّقة، تتجاوز تجربة التعلُّم المدرسي.
استمّد اسم المنصة من تصميم المتحف ووظيفته، وربطه بعمليّة تعلُّمٍ قائمةٍ على البناء والتدرُّج
وتتكوّن من أربعة ثيمات تضمّ كل منها مجموعة من الأنشطة؛ وهي: نلعب، ونصنع، ونستكشف، ونتشارك. واُستمّد اسمُ المنصة من تصميم المتحف ووظيفته، وربطه بعمليّة تعلُّمٍ قائمةٍ على البناء والتدرُّج، فـ"ترتبط السناسل، في الثقافة الفلسطينيّة، بالبيئة وعلاقة الإنسان الأصيلة بمحيطه، إذ تُبنى من المكوّنات الأساسيّة للأرض، وممّا توفّره من حجارةٍ يصفّها الفلّاح في هندسةٍ خبيرةٍ فوق بعضها البعض، لتشكّل جسراً يحمي الأرض من الانجراف، ويحافظ على خصوبتها. وهو ما تقوم عليه عمليّة التعلُّم المتحفي، التي تحدث بشكلٍ جماعي وبنائي، يتفاعل معها كلّ فردٍ ويضيف إليها، ويستمدّ منها معانٍ جديدةً تقفز عن سور المدرسة نحو فضاء التعلُّم الأصيل والحرّ"، بحسب بيان المنظّمين.
في ثيمة "نستكشف"، يمكن التجول بالمعارض والمجموعات والأعمال الفنية، للتعرّف على القصص والروايات التاريخية التي يقدّمها المتحف بأدوات جديدة، وتضمّ أنشطة مثل "نابلسي يا صابون"، و"في الفن والتعليم"، و"جولة غنائية في معرض’طُبِع في القدس‘"، و"خارج السور القديم"، و"أتذكر فلسطين"، و"جولة افتراضية في معرض ’تحيا القدس‘".
أما ثيمة "نصنع" فتسعى إلى بناء معرض لأشياء يفضلها المتعلّم، من أجل مشاركة الناس الحديث حولها، وتتضمّن أنشطتها "كيف نصنع مدوّنة صوتية؟"، و"شجرة العائلة"، و"عالم ثلاثي الأبعاد"، و"زخارف أرمنية"، و"طوابع طبيعية"، بينما تقدّم ثيمة "تلعب" اختباراً للحواس من خلال تجارب صغيرة تعيد ترتيب الصور واللوحات واكتشاف الأحجيات والألغاز كما في أنشطة "غنوا معنا ’تحيا رجال الحرية‘، و"عكّا الأغنية"، و"الخط العربي فن أصيل"، و"بلاط يافا المزخرف"، و"نبلس أم الصابون"، و"كان يا ما كان"، و"موسوعة الحديقة".
وفي ثيمة "نتشارك"، يتمّ تشارك ما يقوم به المتعلمون من أعمال فنية، وكتابات إبداعية، أو ما تلتقطه عدسات التصوير من الأماكن التي يعيشون فيها، أو يتحوّلون خلالها. وتوفّر جميع العناصر البصريّة والتفاعليّة التي صُمّمت في المنصة. لتتلاءم مع احتياجات ذوي الاحتياجات الخاصّة.