بحلول عام 1889، بدأت تتشكل ملامح مدينة طوكيو التي ستتحوّل تدريجياً وتصبح مركزاً تجارياً وثقافياً رئيسياً في اليابان، بعد فترات تاريخية تصدّرتها مدن أخرى مثل كيوتو وأوساكا. حيث دشّنت المدينة أول خط للترام في 1903، وتم الانتهاء من أول خطوط سكك حديدية بعد نحو عشرة أعوام.
التغيّرات السريعة التي طرأت على العاصمة اليايانية بدت أكثر وضوحاً في ثلاثينيات القرن الماضي، وهي الفترة التي يعود إليها المعرض الفوتوغرافي "طوكيو قبل/ بعد" الذي يُفتتح عند السابعة من مساء الخميس المقبل في "مركز كرمة بن هانئ" بـ"متحف أحمد شوقي" في القاهرة، ويتواصل حتى الخامس من الشهر المقبل.
المعرض الذي انبثقت فكرته مع استضافة البايان لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية عام 2020، يضمّ حوالي 80 عملاً لمصورين التقطوا صوراً لطوكيو في الفترة ما بين 1930 و1940، إلى جانب صور التُقطت بعد عام 2010.
وتضيء الصوَر الفترة التي سبقت الحرب العالمية الثانية، وبدأ فيها الإطار الحالي لمدينة طوكيو في التبلور، حيث سعى المصوّرون إلى التعبير في لقطاتهم عن الحياة اليومية في المدينة، والتي تجاورت فيها مظاهر تقليدية تراثية بجوار معالم وفضاءات حديثة بشكل بدا متعارضاً ومتنافراً أحياناً.
المعرض الذي تنظّمه "مؤسّسة البابان"، والذي سبق أن تنقل في أكثر من مدينة حول العالم، يتضمّن أعمالاً لفوتوغرافيين ولمجموعات خاصّة بوكالات تصوير ووكالات صحافية، مثل: نيبون كوبو، وكينو كوابارا، ونوبويوشي أراكي، وميكا نيناغاوا، وموتويوكي دايفو، وشينتارو ساتو، وشينيا أريموتو، وناتسومي هاياشي، وكينتا كوباياشي، وديدو مورياما.
في الصور القديمة وتلك الجديدة، لا تغيب الكوارث الطبيعية التي شهدتها المدينة، سواء زلزال كانتو الذي ضرب اليابان عام 1923، أو زلزال وتسونامي توهوكو سنة 2011، وما تركته هذه الكوارث من تأثيرات كبيرة على العاصمة التي كانت، رغم ذلك، سرعان ما تتعافى منها، وتعيد تطوير بنيتها التحتية.