في مؤلفاته العديدة، قدّم أستاذ الحضارة العربية في الجامعة التونسية عبد المجيد الشرفي (1942)، مقارباته للإسلام كظاهرة حضارية معاصرة، من خلال دراسته لعلاقة الإسلام بمفاهيم كبرى في عالم اليوم، مثل الحداثة والتاريخ والثورة، إلى دراسة الإسلام السياسي والعودة للنصوص التأسيسية.
ووضع منذ نهاية سبعينيات القرن الماضي أبحاثاً كثيرة حول القرآن في علاقته بثقافات أخرى، وخصوصاً الحجاج المستند إليه ضمن سجالات مع كتب سماوية أخرى. لكن مقاربة اليوم تبدو وقد نضجت مع تطوّر الأجهزة المفاهيمية في مقاربة القرآن، وتغيرّات اجتماعية وسياسية عرفتها البلاد العربية ومن المؤكّد أن لها أثرها على البحث في هذا السياق.
"في رهانات التحديث.. تكريماً لعبد المجيد الشرفي"، عنوان الندوة التي ينظّمها "المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون/ بيت الحكمة"، في قرطاج، بالقرب من تونس العاصمة، عند التاسعة من صباح الإثنين المقبل وتتواصل لمدة يومين.
تُفتتح الندوة بعرض شريط وثائقي حول سيرة الباحث التونسي، كما يقدّم كلّ من رئيس المجمع محمود بن رمضان، ورئيس "رابطة العقلانيين العرب" كلمةً تعرّف بتجربته وأعماله، قبل أن تنطلق الجلسة الأولى التي يشارك فيها حمادي صمود بورقة تحت عنوان "تحية تقدير ومحبة للشرفي وقد بلغ الثمانين"، ومحمود طرشونة بورقة "عبد المجيد الواحد"، وتوفيق بن عامر بورقة "الشرفي كما عرفته"، إلى جانب شهادة تقدّمها سلوى الحمروني.
يتضمّن اليوم الأول جلستين يتحدّث خلالهما صلاح الدين الشريف حول التعقّل اللغوي والإنشاء الحضاري، وفتحي التريكي بورقة بعنوان "مقاربة في الحداثة والهوية"، وزهيرة جويرو بورقة "النساء وإنتاج المعرفة الدينية في المجال الإسلامي"، والزبير عروس بورقة "أحكام آيات السماح ومحن أهل العقل: الموقف من تقرير الحريات الفردية والمساواة تونسية نموذجاً"، ورجاء بن سلامة بورقة "الشرفي والنحت المسير لكيان المسلم الجديد"، وعبد السلام العيساوي بورقة "التفكير المقولي والمقولة"، ووحيد السعفي بورقة "في تشكّل الحضارة باباً للمعرفة".
كما يشارك في اليوم الثاني كلّ من الباحثين: محمد محجوب، ومنير الفندري، وبسام الجمل، وحمادي ذويب، ومحمد حمزة، وهنيدة حفصة، ونادر الحمامي، وعبد الباسط القمودي، ومنجي الاسود، وعبد المجيد شرفي، وتختتم الفعايلات بحفل يقوده الموسيقي الحبيب الرايس.