لماذا يتزايد الأكاديميون ويتراجع إنتاج المعرفة العربية؟ هذا هو السؤال الرئيسي الذي يطرحه الباحث اللبناني عدنان الأمين في كتابه "إنتاج الفراغ - التقاليد البحثية العربية"، الصادر حديثاً عن "الدار العربية للعلوم ناشرون"، والذي سيكون موضوعاً لأولى حلقات منتدىً فكري تُطلقه اليوم "الشبكة الدولية لدراسة المجتمعات العربية" في بيروت بالتعاوُن مع "منتدى العلاقات الدولية للحوار والسياسات" تحت اسم "لقاءات إيناس".
تُقام الجلسة النقاشية، بشكل افتراضي، عند السادسة مِن مساء اليوم الخميس، ويُشارك فيها - إضافةً إلى مؤلّف الكتاب - كلٌّ مِن منير السعيداني؛ أستاذ العلوم الاجتماعية في "جامعة المنار" بتونس، وجيلالي المستاري؛ أستاذ علم الاجتماع ومدير "مركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية" في الجزائر، وعلي الموسوي؛ أستاذ علم الاجتماع في "الجامعة اللبنانية"، وصوما بوجودة؛ أستاذ تعليم العلوم في "الجامعة الأميركية" ببيروت، وتدير الحلقة ماريز يونس؛ أستاذة علم الاجتماع في "الجامعة اللبنانية".
يبحث الكتاب في التقاليد البحثية العربية في العلوم الاجتماعية، والتي يجد فيها ثلاثة أنماط؛ هي: "نمط الإمبريقية الفارغة" الذي تتعدّد فيه النماذج، بما في ذلك الخداع المنهجي، لكنها تتشارك في قواعد عمل أشبه بالطقوس الاجتماعية، ونمطٌ يتّخذ المعايير الاجتماعية محكّاً لمقاربة الوقائع المدروسة على طريقة الخبير أو المفتّش أو الشيخ أو النقابي أو السياسي، إلى جانب نمط ثالث يقوم على التلفيق بين النمطَين السابقَين. وبحسب الأمين، فإنَّ الناتج في جميع الحالات هو فراغٌ معرفيّ يقول إنه يبدو ضرورياً لسيادة الأيديولوجيات المعروفة في البلدان العربية.
تنطلق أطروحة العمل الأساسية مِن ملاحظة تتعلّقُ بوجودِ تضخُّمٍ في أعداد الباحثين العرب ومِن ثمّ في أعداد الأبحاث الأكاديمية في مقابل فراغ معرفي هائل. انطلاقاً من ذلك، يعمل المؤلِّف على كشف بطلان المزاعم التي تحكم الأبحاث الأكاديمية العربية التي يُنجزها الطلبة والأساتذة على حدّ سواء، في محاولةٍ لتفسير عجز هذه الأبحاث عن حلّ المشاكل التي تعيشها البلدان العربية على مختلف الأصعدة، وبالتالي عجزها عن الإسهام في تطوُّر هذا البلدان.
يُذكَر أنَّ عدنان الأمين خبيرٌ تربوي حائز على دكتوراه في سوسيولوجيا التربية من "جامعة السوربون" بباريس عام 1977، ودكتوراه دولة في الآداب من الجامعة نفسها عام 1991. عمل أستاذاً للعلوم التربوية في "الجامعة اللبنانية" في الفترة بين 1977 و2008، وأستاذاً في قسم التربية بـ"الجامعة الأميركية" في بيروت في فترات متفرّقة.
مِن إصداراته: "التعليم في لبنان: زوايا ومشاهد"، و"التعليم والتفاوت الاجتماعي في مدينة صيدا"، و"التنشئة الاجتماعية وتكوين الطباع"، و"اللاتجانس الاجتماعي: سوسيولوجيا الفرص الدراسية في العالم العربي". كما شارك في عددٍ من الكتب الجماعية؛ من بينها: "قضايا الجامعة اللبنانية وإصلاحها"، و"التعليم العالي في لبنان"، و"الطلاب الجامعيون في لبنان واتجاهاتهم"، و"إصلاح التعليم العالي في البلدان العربية".