"علامات الحياة" لـ بيتر باول فيبلينغر: نسخة عربية

28 ديسمبر 2020
(بيتر باول فيبلينغر)
+ الخط -

درَس الكاتب النمساوي بيتر باول فيبلينغر (1939) فنون الأداء واللغة الألمانية والفلسفة، وهو يكتب الشعر والمقالات السياسية ويمارس التصوير الفوتوغرافي، حيث أصدر عشرات الكتب التي ترجمت لعدّة لغات ويتناول خلالها تأملاته وآرائه كواحد من أبرز كتّاب جيل ما بعد الحرب العالمية الثانية الذين يكتبون باللغة الألمانية.

صدرت حديثاً النسخة العربية من مختاراته الشعرية "علامات الحياة" بترجمة الباحثة والكاتبة النمساوية، ذات الأصل السوداني إشراقة مصطفى، عن "الآن ناشرون وموزّعون"، وصمّمت غلافها آنا ماري سوزان نوفاك، زوجة الشاعر، وتتضمّن قصائد كُتبت بين عامي 1965 و2020.

يحرص الشاعر على تداعي صور كثيرة في العالم؛ منها مجزرة صبرا وشاتيلاً وفيتنام والعراق سربرينتشا

يشير الكاتب السوداني محمد جميل أحمد في تقديم الكتاب إلى أن "الشرط الإنساني للحرية هاجس كبير في شعر باول؛ فبحسب رؤيته لا يزهر الشعر بعيًاً عن الحرية؛ ففي غياب الحرية يفقد الشاعر غنائته ويصبح بوقاً؛ لأن الحرية هنا هي الشرط الأساسي لمقاومة الظلم بالشعر"، وهي مقولة تلخّص مواقف الشاعر من أجل مقاومة الظلم والاستبداد والحروب والنازية.

ويضيف أحمد "هكذا تستدعي ذاكرة المظلومية في وعي الشاعر الحاد توحيداً وتداعياً لفعل الظالمين في مختلف الأزمنة والأمكنة عبر شريط واحد من الأفعال التأسيسية للظلم؛ فالشاعر يحرص على تداعي صور كثيرة في أجزاء مختلفة من العالم؛ منها مجزرة صبرا وشاتيلاً وفيتنام والعراق وسربرينتشا، وغيرها".

غلاف الكتاب

وفي تقديمها، توضّح المترجمة أن "قصائد بيرت باول فيبلينغر لا تسمح لك بالهروب من قسوة الواقع مهما بدت شجية وعذبة في لغتها، بل تجعلك تفكر في هذا الواقع، في التاريخ وفي الحاضر لإنقاذ الإنسانية مما يحيق بها من دمار. ليس من هروب إلى خيال جميل بل إلى عالم بعج بالتأملات والأسئلة الكونية، حتى أحاسيس الحب التي تفيض بالدمع في مآقي اللغة والمعنى، فتغرقك في حالة من التبصر بأزمات العالم..".

في قصيدته "الشعر"، يكتب فيبلينغر "اجلسْ هنا.. تأمّل/ ثم اكتب قصيدة/ بينما الآخرون يموتون بالوباء والطوى/ بالحرب بالتنكيل/ بالإهمال.../ اجلس هنا وتأملْ/ ثم اكتب قصيدة/ بينما يوماً رواء يوم/ تحترق الغابات البرية/ تغيرات/ ويتسمّم الكون../ اجلس هنا وتأملْ/ ثم اكتب قصيدة/ كلمة فكلمة دوزنها/ وثابر أن تظلّ على قيد الجياة/ نابضاً باللغة/ وكائناً في القصيدة..".

أما في قصيدة "شعراء العالم"، فيدوّن: "مئات من الشعراء/ من كل العالم/ بينما هم يثرثرون عن أوهامهم/ ينتحر الشعر!/ يناقشون مشاكل وهمية/ يرثون القصيدة../ الحروب مشتعلة خارج أوهامهم تلك/ وثمة بؤس يطحن الضعفاء في مكان ما/ يؤس الدكتاتور العنيف/ مثل شعار الإفراج الغبي/ ثمة حرية في هذا الكون؛ حيث يخفق الشعر عالياً..".

المساهمون