منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وطوال النصف الثاني من القرن العشرين، شكّلت الظواهر الاجتماعية في المنطقة العربية موضوعاتٍ دَرْسية للباحثين في حقل السوسيولوجيا.
فقضايا مثل الهجرة الداخلية والخارجية، ومجتمعات الفلّاحين، وعوامل التمدّن ومقوّماته؛ فضلاً عن احتلال فلسطين عام 1948، وما ترتّب على هذا الاستعمار الاستيطاني من جرائم، كلُّه كان محطّ نظر واشتغال عند المتخصّصين في هذا الحقل.
ضمن هذا الإطار، صدر عام 2020 كتابٌ بعنوان "دليل أكسفورد لعِلم اجتماع الشرق الأوسط"، والذي اشتركَ فيه أكثر من ثلاثين باحثاً، منهم: آدم هنية، وعاطف سعيد، ونديم مرشاق، وأندرو مارك، وبول سالم، وعبد الوهاب الأفندي، وراتب حاج موسى، وغيرهم؛ وحرّره كلٌّ من: ساري حنفي وأرماندور سيلفاتوري وكيكو أوبوس.
عند الثالثة من مساء الثلاثاء، الخامس والعشرين من نيسان/ إبريل الجاري، تنتظم ندوة لمناقشة الكتاب في "الجامعة الأميركية" بـ بيروت، وتبثُّ عبر "زووم" أيضاً، وتقدّمها مجموعة باحثين بعضهم اشترك في صياغة أبحاث الدليل، وهم: ريما ماجد، وساري حنفي، وجبريل علي، وهنيدة غانم، في حين تُدير الجلسة الباحثة هلا عواضة.
يناقش الدليل - بمقاربة نقدية - حقلَ علم الاجتماع، والفكرة التاريخية عنه في المنطقة العربية، ويستكشف ديناميات ظواهره التي لا يمكن فصلها عن تحليل الثقافة والسياسة، وهي المبادئ نفسها التي أسّس لها الألماني ماكس فيبر (1864 - 1920).
كما تنظر أبحاث الدليل في الديناميات الإقليمية والعالمية طويلة الأمد، والتي ترسّخت لمدّة أكثر من نصف قرن، وهي في أغلبها مستمدّة من أُطر الدولة الأمنية وتلبّي ديمومتها؛ وذلك بعدما كانت فكرة "الشرق الأوسط" في أساسها، مطلعَ القرن العشرين، نتيجة مباشرة من نتائج التدخّل الاستعماري في المنطقة.