غياب رفقي بدوي.. رحلة مديدة مع القصة القصيرة

23 سبتمبر 2024
رفقي بدوي (1950- 2024)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- رفقي بدوي (1950-2024) كاتب وناقد مصري من جيل السبعينيات، تميز بمحاولاته لتخليص السرد من الأيديولوجية. بدأ الكتابة بعد حادث بتر ساقيه، وأصدر مجموعته الأولى "هرمونيا الحزن والعبقرية" عام 1977.

- الحزن كان دافعاً رئيسياً لبدوي في الكتابة، حيث ناقش في قصصه هموم العجز والانكسار الشخصي والجمعي، وأصدر العديد من المجموعات القصصية والنقدية.

- مجموعته "القابض على الجمر" (1998) كانت نقطة تحول في مساره الكتابي، حيث سعى لكتابة بلغة شفافة واقتصادية، مستلهماً من القرآن الكريم.

ينتمي الكاتب والناقد المصري رفقي بدوي (1950 – 2024) الذي رحل أول أمس السبت في القاهرة، إلى جيل السبعينيات من كتّاب القصة القصيرة في بلاده، الذين قدّموا محاولات متعدّدة لتخليص السرد من حمولته الأيديولوجية، ومفهوم الالتزام الذي كان سائداً آنذاك.

كتَب الراحل نصوصه الأولى قبل أن يبلغ الرابعة عشرة، بعد أن تعرّض إلى حادث سقوط تحت عجلات الترام تسبّب بتخلّيه عن كرة القدم التي حلم باحترافها حيث بُترت ساقاه، فقرأ عشرات الكتب وهو طريح الفراش لأكثر من ثلاثة أشهر، ليواصل الكتابة حتى أصدر عام 1977 مجموعته القصصية "هرمونيا الحزن والعبقرية".

الحزن لم يكن مجرّد مفردة في عنوان المجموعة، كما يشير في مقابلة صحافية سابقة إلى أن "الحزن كان ثالث محفّزات الكتابة. فقد كان الحزن كثيفاً، فكانت الكتابة من دواة ذاتي، ناقشت الحروف فتشكّلت قصصاً قصيرة بعد نكسة 67، وقامت الكتابة بإعادة صياغتي بعد بتر قدمي، وتحوّل الحلم من القدم للرأس للقصة".

شكّلت مجموعته القصصية 'القابض على الجمر' (1998) انعطافة في مساره الكتابي

الهزيمة التي تركت أثرها في أدب وفنون تلك المرحلة، بدت دافعه للكتابة، بعد القراءة، لتأتي القصص الأولى ملتصقة بالذات، ومعبّرة عن هموم العجز والانكسار في بُعديه الشخصي والجمعي حيث نشر نصّه الأول عام 1968، الذي يتناول العمليات الجراحية التي أُجريت بعد بتر قدمه؛ ظروف قادته إلى الانطواء والعزلة في معظم فترات حياته، وظهور قليل نسبياً في الأوساط الثقافية.

في عام 1978، أصدر قصة طويلة (نوفيلا) بعنوان "أنا ونورا وماعت"، ثم توالت إصداراته في مجموعات "هذا ما حدث أولاً" (1983)، و"البحث عن حقيقة ما يُقال" (1983)، و"صباح الحبّ الجميل" (1991)، كما نشر كتاباً نقدياً بعنوان "قراءات نصية: قراءة في نماذج من الرواية المصرية" عام 1995.

شكّلت مجموعته القصصية "القابض على الجمر" (1998) انعطافة في مساره الكتابي، يصفها بقوله "شعرتُ معها أن كل محاولاتي الأولى لامتلاك اللغة قد آتت أُكلها.."، مضيفاً "كنت أحاول أن أكتب بلغة على درجة عالية من النفاذ والشفافية الفنية والاقتصاد اللغوي، بحيث لا يجد فيها القارئ جملة أو كلمة زائدة وكانت مرجعياتي في هذا السياق قراءاتي للقرآن الكريم والاستماع الجيد إليه، فهذا النص اللغوي المقدّس يساعدنا في اكتشاف أهمية اللغة، لكن اللغة في نصف القرن الأخير، بسبب الخلط بين السياسي والثقافي، باتت حاملة لأكثر من معنى بعد أن تم تفريغها من مضامينها بحيث يمكنها أن تعني الشيء ونقيضه في الوقت نفسه".

أصدر رفقي بدوي أيضاً مجموعات أُخرى منها "بياع الحلوين" (2008)، و"أرجوحة الوقت" (2008)، و"كأس برفكست من فضلك" (2014)، و"تمدّدي بمستحيلي" (2016)، و"اللعب على سطور الحكاية" (2019).
 

المساهمون