فاطمة المرنيسي.. محاولة إمساك بخيط خفي

21 يناير 2022
(فاطمة المرنيسي)
+ الخط -

قبل قرابة خمس عشرة سنةً التقى فريد لمريني، وهو طبيبٌ ومُحلّل نفسي مغربي، الكاتبةَ والباحثة الراحلة فاطمة المرنيسي (1940 - 2015)، وجمعه بها تعاوُنٌ امتدّ طيلة عشر سنوات. لم تنقطع هذه العلاقة بعد رحيل صاحبة "أحلام النساء الحريم"؛ إذ أسهَم لمريني لاحقاً في تأسيس جمعية تُعنى بفكرها، باسم "جمعية أصدقاء مركز فاطمة المرنيسي للأنشطة الثقافية"، ومؤخّراً صدر له كتابٌ عنها بعنوان "فاطمة المرنيسي: الخيط الخفي للنسوية".

صدر الكتاب في نهاية العام الماضي عن "دار مرسم"، وهو مقاربةٌ تحليلية نفسية، ومحاولةٌ للاقتراب من عالَم المرنيسي الأكاديمي والميداني. وقبل أيّام، أُقيم في "فيلا الفنون" بالرباط حفلٌ لتقديمه، بحضور مؤلّفه، ومشاركة الكاتبة نزهة كسوس والأكاديمي المكي الزواوي.

الخيط الخفي للنسوية - القسم الثقافي

في مداخلته، قال لمريني إنَّ الكتاب محاولةٌ للتعرُّف بشكل أفضل إلى شخصية المرنيسي والاقتراب من تعقيد أعمالها، مضيفاً أنّه عمل فيه على الربط بين جميع أجزاء الأعمال والدراسات التي أجرتها، خصوصاً تلك المتعلّقة بنسّاجات الزرابي الأمازيغيات في المغرب.

وأشار لمريني إلى أنّ قضايا الحرية وتحرير الفرد، والمرأة بشكل خاص، مثّلت أُسس فكر الباحثة الراحلة، مضيفاً: "حاولتُ استقراء النسيج الاجتماعي من خلال نموذج النسيج لدى نسّاجات زربية 'تازناخت' الذي أولته الباحثة اهتماماً كبيراً"، مضيفاً: "رغم اختلاف النسيج عن التطريز على صعيدَي الممارسة والرمزية، أعاد فاطمة المرنيسي بالذاكرة إلى طفولتها التي أمضتها بين المطرّزات، وهو ما استحضره في كتابها 'أحلام النساء الحريم'؛ إذ يُمثّل التطريزُ تعبيراً عن التمرُّد، ووسيلة لتحطيم التقاليد والانفلات من النظام الأبوي".

وفي مداخلتها، قالت نزهة كسوس إنّ المرنيسي استثمرت في مجال الفقه والتفسير القرآني من منظور سياقي، مع مراعاة تطوُّر المجتمعات الإسلامية، مضيفةً أنّ أعمالها جزءٌ من التراث الأكاديمي الذي يسائل الدوغماتيات، بينما أشار المكّي الزواوي إلى أنّ الكتابَ يربط بين أعمالها كعالمة اجتماع، وكاتبة وناشطة نسوية.

من إصدارات فريد لمريني الأُخرى: "الأجنبي وأماكنه" (2017)، و"الصدمة والإبداع" (2021)، وهما من تأليف مشترك.

المساهمون