فرحات عقل.. صلةٌ مع المنمنمات التركية

10 نوفمبر 2021
(من المعرض)
+ الخط -

ازدهر فنُّ المنمنمات في العصور الإسلامية الأُولى، وكان يعني، في الأصل، الزركشات والرسومات الصغيرة التي كانت توضَع على المخطوطات البيزنطية والفارسية والعثمانية والهندية، لأغراض تزيينية أو توضيحية. ولم ينفكّ هذا الفنُّ يتطوّر مع ظهور مدارس مختلفة كالمدرسة البغدادية والمغولية والصفوية، مروراً بالفترة العثمانية التي شهدت ازدهاراً كبيراً في هذا المجال، ووصولاً إلى العصر الحديث الذي تأثّرت فيه المنمنمات، بشكل واضح، بالفنّ الأوروبي.

عربياً، برز الرسّام الجزائري محمد راسم (1896 - 1975)، كمؤسّس لمدرسةٍ مستقلّة خاصّة بالمنمنمات الجزائرية بعيداً عن التأثيرات الفارسية والتركية والمغولية؛ إذ أضفى طابعاً محلّياً، جزائرياً ومغاربياً، على منمنماته التي كان يُصوّر فيها الأحداث التاريخية والاحتفالات الدينية ومظاهر الحياة اليومية قبل الاحتلال الفرنسي عام 1830 وبعده.

في "مؤسّسة الحي الثقافي كتارا" بالدوحة، يُختتم مساء اليوم الأربعاء، معرض "فنّ المنمنمات التركي" للفنان التركي فرحات عقل، والذي افتُتح في السابع والعشرين من تشرين الأوّل/ أكتوبر الماضي.

يُضيء المعرض على فنّ المنمنمات الذي صنّفته "اليونسكو" في 2020 ضمن قائمة التراث الثقافي العالمي غير المادّي (بناءً على طلب من تركيا وإيران وأذربيجان وأوزباكستان)، والذي استخدمه السلاطين العثمانيون لتخليد إنجازاتهم وانتصاراتهم وتوثيق محطّات من حياتهم، بينما استخدمه كبار رجال الدولة والتجّار والأثرياء في قصورهم لأغراض تزيينية، ثمّ استمرّ إلى اليوم مع مجموعةٍ قليلة من الرسّامين الأتراك الذين يُحاولون الحفاظ على هذا التراث الثقافي.

فرحات عقل - القسم الثقافي
(من المعرض)

يضمّ المعرض، الذي تُنظّمه السفارة التركية في الدوحة و"معهد يونس إمرة" في إسطنبول بالتعاون مع "كتارا"، قرابة أربعين عملاً، وهي أعمالٌ تتوزّع بين اللوحات والصور التي يربطها خيطٌ مشترك هو التراث الإسلامي بشكل خاص والعثماني بشكل عام؛ إذ يُصوّر فرحات عقل في منمنماته المعالم المعمارية المتوزّعة على جانبَي مدينة إسطنبول، إلى جانب عدد من الآثار العثمانية والإسلامية مثل ختم السلطان سليمان القانوني، وغطاء الكعبة، والمسجد النبوي.

المساهمون