استمع إلى الملخص
- المعرض جزء من مبادرة "مؤسسة بوتيرو" لتعزيز إرث الفنان، ويشمل منحوتات عُرضت سابقاً في مدن مثل موناكو وفلورنسا وباريس ونيويورك.
- بوتيرو، الذي درس الفن في فلورنسا، يُعتبر من أبرز فناني أمريكا اللاتينية، وتتميز أعماله بالضخامة والبساطة، رغم النقد الذي يواجهه من بعض النقاد.
يُمثّل معرض "بوتيرو في روما"، الذي افتتح في العاصمة الإيطالية أوّل أمس ويستمرّ حتى الأوّل من تشرين الأوّل/ أكتوبر المقبل، أوّل معرضٍ لأعمال الفنّان الكولومبي فرناندو بوتيرو النحتية (1932 - 2023) منذ رحيله في السادس عشر من أيلول/ سبتمبر الماضي.
والمعرض، الذي يأتي ضمن مبادرة أطلقتها "مؤسّسة بوتيرو" التي أنشأها أبناء الفنّان الراحل بهدف تعزيز إرثه وتكريم ذكراه من خلال عرض أعماله الفنّية في مناطق مختلفة من العالَم، يضمّ ثمانية من أشهر أعماله النحتية الكبيرة، والتي تُعرض على الهواء الطلق في نقاط مختلفة من مركز مدينة روما القديمة.
وسبق عرض تلك المنحوتات في أكثر من خمس وعشرين مدينة مختلفة حول العالم، من بينها: موناكو وفلورنسا وباريس ونيويورك ومدريد وواشنطن، في تجسيد لمقولة اعتاد بوتيرو ترديدها منذ بدأ اشتغالاته النحتية عام 1973: "إنّ الفن يجب أن يصل إلى الناس من خلال الأماكن العامّة. لذلك أشعر بسعادة عارمة حين أرى الناس يداعبون الأشكال الفنّية ويستمتعون بنفس الشهوانية واللذّة اللمسية التي أشعر بها في لحظة خلقها".
تحضر في المعرض منحوتات شديدة التعقيد، تُشكّل جميعها ما يشبه رحلةً عبر شوارع المدينة القديمة وطرقها؛ حيث تبدأ الجولة مع منحوتة "فينوس النائمة" (1994)، ثم تستمرّ وصولاً إلى المنحوتة الثانية "امرأة مستلقية" (2003) المعروضة في "ساحة بوبولو"، حيث يمكن أيضاً رؤية منحوتَتي "آدم" و"حواء" (1992).
ويستمر المعرض في شارع كورسو المركزي حيث نُصب تمثال "الحصان ذو اللجام" (2009)، بينما تحتلّ منحوتة "القط" (1999) الضخمة "ساحة سان لورينز" في لوسينا، وأمامها يراقب المارّةَ في ساحة سان سيلفيسترو، على كرسي من البرونز، تمثال "امرأة جالسة". أمّا "امرأة منحنية" (1994)، فتحتلّ "ساحة إسبانيا" معلنةً انتهاء المعرض، كأنّها تحيّي كلّ من يقوم بهذه الجولة الفنّية.
وصل إلى فلورنسا في ثمانينيات القرن الماضي ودرس الفنّ فيها
وشكّلت روما محطّةً أساسية في مسيرة بوتيرو الإبداعية، حيث وصل إلى فلورنسا في ثمانينيات القرن الماضي، ودرس الفنّ فيها، وتعرّف على تيارات الفن الموجودة في إيطاليا. ساعدته تلك الفترة على "ترشيد فلسفته للفنّ وميله الفطري إلى الأحجام الكبيرة"، وفق تعبيره. وفي المدينة التي جمعه فيها الكثير من العلاقات مع فنّانين إيطاليّين معاصرين، اشترى بيتاً في وقت لاحق؛ حيث اعتاد أن يقضي فترة الصيف.
يُعدّ فرناندو بوتيرو من أبرز فنّاني أميركا اللاتينية وأحد أهمّ الرسّامين والنحّاتين العالميّين المعاصرين. تنتشر أعماله الفنّية ومنحوتاته الضخمة، التي تحمل ملامح البساطة، وأحياناً السذاجة، وبهرجة لونية سريالية، في معظم المدن الأوروبية والأميركية، رغم ما تناله من نقد لاذع من نقّاد الفنّ المُعاصر الذين لا يستسيغون حيله الجمالية في الضخامة وتحوير الأشكال نحو الاستدارة والامتلاء، بطريقة تقترب من الحسّ الفكاهي.