بالتوازي مع التحرّكات الشعبية التي تشهدها بيروت، هذه الأيام، دعماً للقضية الفلسطينية وتنديداً بالعدوان الإبادي الإسرائيلي على غزّة، تنتظم ندواتٌ ولقاءات ثقافية وفنّية، تتناول الموروث الفلسطيني بأبعاده الجمالية، ومنها أمسية موسيقية بعنوان "فلسطيني"، عُقدت مساء أمس الجمعة، بتنظيم من مبادرة "مِعزف"، وقُدّمت فيها وصلات تراثية منذ ما قبل النكبة إلى اليوم.
تَستكمل المبادرة، بالشراكة مع "ملتقى السفير"، هذه الفعالية، عند الثامنة من مساء بعد غدٍ الاثنين، بنقاشٍ، يحمل العنوان ذاته، حول الموسيقى والموروث الشعبيّين في فلسطين والمشرق، ويُشارك فيه أعضاء من المُبادرة، ويُيسّره عازف القانون والباحث اللبناني غسان سحّاب.
وحسب البيان التقديمي للمنظّمين فإنّ هذه النشاطات "محاولة لمساندة أهلنا في غزّة وفلسطين في مواجهتهم للعدوّ التاريخي للإنسانية، قاتل الأطفال وسالب الحقوق... وفي بحثنا عن جدوى مساهماتنا الثقافيّة والموسيقيّة اليوم، تأتي فلسطين لتُكمل المعنى؛ حيث لا معنى ثقافيّاً متكاملاً لبلادنا دون تحريرها، ولا معنى دون بنائها، ولا معنى دون تمسُّكنا بروايتها".
كما يهدف النقاش إلى التشارُك والتبادُل الموسيقي الثقافي المعرفي، من أجل إطلاق الخيال العامّ لفهم قضية فلسطين ورؤية تحريرها، واتّخاذ الثقافة والموسيقى مجالاً لهذا الاشتباك، بغاية التفكير الجمعي في أدبيات التحرير، والاستماع للموروث الموسيقيّ وتبادُل مفاهيمه.
يُشار إلى أنّ "مِعزَف" مبادرة موسيقيّة ثقافيّة انطلقت في بيروت عام 2015، وتهتمّ بشكل أساسي بالموسيقى الأصيلة في المشرق والعالم، في محاولة لخلق مشاريع بحثيّة وأنشطة موسيقيّة لإعادة تقديم هذه الموسيقى في الساحة الثقافية، لا كمنتج متحفي، بل كأداة خلْقٍ مُعاصِرة.