عندما،
أغرقتُ نفسي بالهدوء وبالكلام المستريح على الأرائك،
قالو: أتسمع ما سمِعنا؟
قالت لنا، كنّا نُحدّثها، وكانت
قهوةُ الأيام خافتةً وشاحبةً وكُنّا...
أنتم... وأنتم،
ثم أسندنا مخاوِفَنا ببعضٍ من هواجِسنا القديمة،
وتلمَّسَتْ لُغتي فواصِلَها، وبعضَ طقوسِها،
وشذورِها،
وفصولِها،
والبواكير التي نامتْ لتحلمَ، كنتُ أعرفها،
وأعلم أنها كانت هنا.
إنه شيءٌ مهمٌّ،
ليست مسافتنا بشاهقةٍ، ولا خدشَ في صحائفها.
أصواتُ ناسٍ، كنا نُشاهدهم في ملامحنا،
والدفتر المخبوء في سُنن الإرادة،
حاذر فإنّي...
لا تكسر الأشياء، كم كانت ظليلة،
كان التعرُّج في حناجرهم وفيراً صافياً، أحتاج ماءً مثل هذا،
أو مثل هذا، أحتاج ماء.
ممهورةٌ هذي الزلازل،
كان الترقُّب سيرةً
ما زلتُ أفركُ راحتي وأصابعي، أصواتُهم، قولوا لهم،
أو، لا تقولوا، سوف أبلغهم أنا.
إنها بيتا إذاً...
أغدقتِ يا بيتا علينا
بيتا تُعلّمنا القراءة والكتابة.
بيتا تُعلّمنا انتصارات المهابة،
كانت وتصعد،
واحتفاءات المساءات العتيدةِ
والرغيدةْ
في كلّ يوم كنّا نضيف خرافةً،
ونصوغ أسئلة وأجوبة جديدةْ
ونعيش شيئاً من مهرجانات التوجّس والمحبّة،
كان الدخولُ متى أرادت،
كان الخروجُ متى أرادت،
في انتصارات المكان.
بيتا تُودّعنا وتحفِرُنا على لوحٍ مُقَدَّس.
ماءٌ شفيف في الحكاية،
ليلٌ وَسيمٌ دائماً،
بيتا تُعيد سياقنا لسياقنا،
شجرٌ يُناول بعضُه كلّ ابتسامات الحصافة.
إننا بعض المشاعل في يديها.
أهلاً وسهلاً،
بالشظافات الرشيقة،
فاليوم عيدٌ، إنها بيتا هنا.
* شاعر من فلسطين
** بيتا: قرية فلسطينية مناضلة، تقع قرب نابلس.