تقف هذه الزاوية، مع كاتب من العالم في أسئلة سريعة حول انشغالاته الإبداعية وجديد إنتاجه وبعض ما يودّ مشاطرته مع قرّائه. "أكبر تهديد لحرية الكاتب والكتابة هو الذكاء الاصطناعي" يقول الشاعر التركي لـ "العربي الجديد".
■ كيف تقدّم المشهد الأدبي والثقافي في بلدك لقارئ لا يعرفه؟
يسيطر الاستقطاب على المشهد الأدبي في تركيا بشكلٍ كبير، ويرجع هذا في رأيي إلى أخطاء ثقافيّة في الأساس، ويفتح هذا الاستقطاب الباب للرقابة الاجتماعية. يمكن اليوم لوسائل التواصل الاجتماعي أن تقتل كاتباً بسهولة، في ظل غياب النقد. ولكن ألا يوجد شيء جيّد الآن؟ يوجد بالتأكيد، وهو الذي يتوفر في أعمال الأكاديميين الشباب، الذين تعلّموا بشكل جيّد ويمتلكون جماليّات خاصة بهم.
■ كيف تقدّم عملك لقارئ جديد، وبأي كتاب لك تنصحه أن يبدأ؟
أقدّم لهذا القارئ كتابي الشعري الأول "المزمار الناري"، لأنني عندما أعود إلى هذا الكتاب الآن أرى أنه في غاية الصفاء، ولا أقصد أنه شعر صافٍ، ولكن توجد بعض الكتب التي لها هذه الميزة.
■ ما السؤال الذي يشغلك هذه الأيام؟
هناك الكثير من الأسئلة التي تشغلني. فأنا ولدت على ساحل مرمرة، وبحري يُحتضر هذه الأيام. وبسبب هذا الألم لا أستطيع التفكير في أي شيء آخر.
يمكن اليوم لوسائل التواصل الاجتماعي أن تقتل كاتباً بسهولة
■ ما أكثر ما تحبّه في الثقافة التي تنتمي إليها وما هو أكثر ما تتمنى تغييره فيها؟
أنا من تراقيا. وأُحب أن أستمع إلى أحاديث الناس الخاصة هناك. أريد أن يزداد الجمال والحب في الخيال الفلسفي الإسلامي لتركيا والأتراك.
■ لو قيض لك البدء من جديد، أي مسار كنت ستختار؟
سأختار نفس الطريق.
■ ما هو التغيير الذي تنتظره أو تريده في العالم؟
أريد أن يُهزَم رأس المال على يد الهياكل الكلاسيكية للدولة.
■ شخصية من الماضي تودّ لقاءها، ولماذا هي بالذات؟
بالتأكيد هناك أكثر من شخصية أود لقاءها، لكنني سأختار شخصاً من العالم العربي؛ وهو عبد الحليم حافظ. أريد أن أرى عن قرب كيف هي هذه المعجزة.
■ ما هو، في اعتقادك، أكبر خطر على حرية الكاتب والكتابة في العالم اليوم؟
أكبر تهديد في رأيي على حرية الكاتب والكتابة هو الذكاء الاصطناعي.
الكتابة لاهوت، ويمكن أن يُقال عنها لاهوت التفرّد
■ ما هي قضيتك وهل يمكن أن تكون الكتابة قضية بذاتها؟
الكتابة في حدّ ذاتها "قضية" أما الأيديولوجيا والمفاهيم الحديثة فكلها أشياء منفصلة. في رأيي، الكتابة لاهوت، ويمكن أن يُقال عنها لاهوت التفرّد.
■ الأدب العالمي يكتبه المترجمون، إلى أي درجة توافق على هذه المقولة وإلى أي درجة كتبك المترجمون؟
بدون المترجمين لن نكون في الأساس قادرين على استخدام مفهوم "الأدب العالمي". وبدلاً من التمركز حول أدب الغرب في الفكر والمضمون أصبح لدينا أدب عالمي. المترجم عضو فعّال في الأسرة الأدبية العالمية. أما عن قصائدي فقد تُرجمت إلى أكثر من لغة، وأتصور أن المترجمين أمسكوا بروح القصائد عندما نقلوها. وهذا يحدث بالمشاركة الوجدانية.
■ كيف تصف علاقتك مع اللغة التي تكتب فيها؟
اللغة جدّتي، ووطني. هي التي أحبّها، وهي التي أحياناً لا تُحبني أيضاً. إنها معرض لأعمالي الحسنة والسيئة. وكل صباح أُبرم عقداً جديداً معها.
■ كاتب منسي من لغتك تودّ أن يقرأه العالم؟
القاص والمسرحي خلدون تَانِر.
■ لو بقي إنتاجك بعد 1000 سنة، كيف تحب أن تكون صورتك عند قرّائك؟
أحب أن يقولوا عنّي: كان هذا الولد يؤمن بالأدب.
■ كلمة صغيرة شخصية لقارئ عربي يقرأ أعمالك اليوم؟
دعونا نقيم "أُخوّة عُود" بيننا.
بطاقة
Adnan Özer أحد أبرز الشعراء الأتراك المعاصرين. ولد في مدينة تاكرداغ عام 1957، درس الصحافة في جامعة إسطنبول، وعمل في صحف ومجلّات، من بينها مجلة "غينداش" التي ترأس تحريرها في التسعينيات. من إصداراته الشعرية: "المزمار الناري" (1981)، "حشرجة الموت" (1982)، "توقف الرياح" (1985)، "خريطة الزمان" (1991)، "قصائد الوداع" (1998)، "أغاني الطريق" (2016/ الصورة)، وله في الرواية: "المستقبل الذي كان جميلاً" (2020/الصورة).