"كتابة خلف الخطوط".. خمس وعشرون شهادة من غزّة وعنها

06 فبراير 2024
فتىً فلسطيني يبيع الورد في مخيّم برفح جنوبي قطاع غزّة، 21 كاون الثاني/ يناير 2024 (Getty)
+ الخط -

تُشكّل الشهادات المكتوبة التي تخطّها الغزّيّات والغزّيّون جزءاً من عملية توثيق كبرى لجرائم الإبادة الصهيونية، وهي لا تقلّ شأناً عمّا تلتقطه الكاميرات من مشاهد حيّة سيُخلّدها التاريخ، وتكتسب هذه الكتابات أهمّيتها من مقدار التجربة الذاتية التي تتضمّنها، المنقولة إلى القارئ في لحظات فارقة بين الحياة والموت.

ضمن هذا الإطار، صدر عن وزارة الثقافة الفلسطينية كتابٌ يضمّ شهادات ويوميّات لكُتّابٍ وفنّانين من غزّة، بعنوان "كتابة خلف الخطوط"، ويتضمّن مساهمات لخمسة وعشرين كاتباً وفنّاناً، توثّق حياتهم الشخصية وتفاصيل معيشتهم خلال الإبادة الجماعية المستمرّة، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

وصلت هذه المساهمات إلى الوزارة على شكل ورق مكتوب بخطّ اليد، أو رسائل جوّال قصيرة، أو رسائل صوتية. وهي مكتوبة في خيام النزوح أو مراكز الإيواء، وقد أخذت أشكالاً مختلفة، فمنها ما كان أقرب للسرد والقصة الواقعية أو التسجيلية، ومنها ما كان أقرب للقصيدة والبوح والمناجاة، فيما كتَب البعض مونولوعات درامية ومشاهد مسرحية من الواقع.

في هذه اليوميّات نقرأ ما لا نسمعه في الأخبار، ونعرف ما لا نراه في التقارير، ذلك لأن أصحابها يُقدّمون مواجهتهم للعُدوان والبحث عن النجاة والصمود كما عايشوا تلك التفاصيل في الواقع. 

كتابة خلف الخطوط - القسم الثقافي

يقع الكتاب في 250 صفحة، ومن المقدّمة التي كتبها وزير الثقافة الفلسطيني الروائي عاطف أبو سيف، نقرأ: "هذا ليس كتاباً عن غزّة، لكنّه كتابٌ عن الإنسان والمكان والحياة فيها خلال الحرب التي استهدفت وجودها ووجودنا كفلسطينيّين فيها... إنها كتابة خلف خطوط الحياة، وخلف خطوط الموت، وخلف خطوط العدوّ الذي يُحاصر غزّة من البرّ والبحر والجوّ. هذه نصوص كتبها الإنسان الذي هَزم الحرب وهزم الموت... إن قيمة تلك النصوص أنها من خلف الخطوط وأنّها من هناك ولم تكتب عن هناك، بل كُتبت من هناك خلال ما يجري هناك وليس بعده، ولا هي نصّاً تأمّلياً مُترفاً بخصب الراحة، بل كلّها كُتبت والقصف والتدمير يُلاحق كاتبها والموت يكاد يُمسك بعروة قميصه".

شارك في الكتاب: فاتنة الغُرّة، وهند جودة، وعلي أبو ياسين، وجيهان أبو لاشين، وآلاء عبيد، ومصطفى النبيه، وديانا الشناوي، ونعمة حسن، ويوسف القدرة، وريما محمود، وطلعت قديح، وسعيد أبو غزة، وناصر رباح، وإيمان الناطور، وناهض زقوت، وسماهر الخزندار، وحسن القطراوي، وكمال صبح، ومحمود عساف، وسعيد الكحلوت، وميسون كحيل، ومريم قوش، وليان أبو القمصان، ووقّع الغلاف الفنّان التشكيلي ميسرة بارود.
 

المساهمون