في عام 2012، أُعيد افتتاح "المتحف الأثري" بمدينة سوسة (150 كلم جنوب تونس العاصمة)، بعد إغلاقه حوالي خمس سنوات، وبدأت أعمال الترميم لقاعاته التي تحتوي قطعاً أثرية تُمثّل المرحلة المُمتدّة من العصور القديمة في ساحل تونس، وصولاً إلى أوائل القرن السابع الميلادي.
وانتظمت في الفضاء جملة من الفعاليات السينمائية والموسيقية بهدف إحياء وتوثيق صلاته مع الجمهور، ومنها "ليالي المتحف" التي تنطلق دورتها الحادية عشرة عند التاسعة والنصف من مساء السبت المقبل، وتتواصل حتى الحادي والثلاثين من الشهر الجاري.
يتضمّن البرنامج مجموعة من عروض الموسيقى والرقص، تُقام بالتعاون مع "وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية"، التي من ضمن خُططها تنظيم عدد من التظاهرات في مواقع أثرية مُختلفة، ويُفتتح البرنامج بعرض "ودعة" للفنّانَين عايدة النياطي وزياد الزواري.
يستمدّ عرض الافتتاح عنوانه من التطريز التقليدي في الجنوب التونسي، وينقسم إلى اثنتي عشرة لوحة استعراضية يؤدّيها على الخشبة خمسة وثلاثون عازفاً وراقصاً ومغنّياً، حيث يتشارك الفنّانان في تقديم مجموعة من الأغاني من تأليفهما، مثل "مشى في بالي" و"يا حكاية" و"حبيت نشكي" و"شوارع المدينة" من تلحين النياطي التي تغنّي بدروها مقطوعات من تلحين الزواري منها "حُلْمة".
يُقام في اليوم الثاني عرض "دنيا"، للفنّانَين محمد علي شبيل ومحمد بن صالحة، يجمع بين الموسيقى الصوفية والإيقاعات الشعبية وفنّ المالوف، من خلال أغانٍ من تأليف سيرين الشكيلي، ويتمّ تأديها بلهجات تُونسية مُتعدّدة كما تتناول مضامينها قضايا سياسية واجتماعية، وأُخرى تعكس حالات الوجد والعشق.
أما عرض "النغار" للفنانة آية دغنوج الذي يستند إلى مجموعة حكايات شعبية تمثّل تراث مناطق الشمال الغربي من تونس، بالإضافة إلى عدد من المدائح النبوية والقصائد الصوفية التي يؤدّيها الفنان محمد عبد الرحمن في وصلة تحمل عنوان "عيساوية الكاف".
كما يُقدّم عازف الكمنجة راضي شوالي عرضاً بعنوان "هايد آند سيك"، الذي يضمّ مقطوعات تجري تأديتُها على آلتي المزود التقليدية التونسية، والقِربة، إلى جانب عرض "موسيقى الجاز" لفرقة "كاندل لايت فلكس" النمساوية.
تُختتم العروض بحفل "الموسيقى الطربية" الذي يشارك فيه كلّ من مروان علي ومحمد الجبالي، برفقة "فرقة زون آر" بقيادة الموسيقي خالد الكلبوسي.