بعد عامين من الانعقاد الافتراضي (أونلاين)، بسبب جائحة كورونا وإجراءات الإغلاق، عاد "مؤتمر الترجمة وإشكالات المثاقفة" بنسخته التاسعة، ليعُقد صباح اليوم في الدوحة، بمشاركة نحو مئة وخمسين أكاديمياً ومترجماً. وقد ألقى مدير "منتدى العلاقات العربية والدولية"، الباحث محمد حامد الأحمري، الكلمة الافتتاحية، معرّفاً من خلالها بالمؤتمر، وموضّحاً أهدافه. وتضمّنت أعمال اليوم الأول، أربع جلسات، هي: "الترجمة العربية - التركية"، و"الترجمة الشخصية"، ثم "الترجمة والرقمنة حاضراً"، و"تنويعات ترجمية".
تحدّث في الجلسة الأولى، التي ترأسها الباحث في "جامعة روميلي" باسطنبول، خالد إيرن مجموعة من الباحثين والمترجمين الأتراك، متناولين قضايا ترجمية عدة بين اللغتين، وجاءت على الشكل التالي: حيث قرأ المترجِم محمد تشليك، الحائز على "جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي"، ورقةً بعنوان: "جهود العثمانيين في حركة الترجمة من العربية إلى التركية وأهم خصائصها. تلاها بحثٌ للباحث برهان كور أوغلو، من "جامعة ابن خلدون" باسطنبول، بعنوان: "دور الترجمات من العربية في إطار جهود تقوية الروابط مع الثقافة والفكر الإسلاميين في تركيا، وانعكاسات مشروع محمد عابد الجابري لنقد العقل العربي".
ثم بحث لآيسل أرغول كيسكين، رئيسة قسم الترجمة العربية في "جامعة إسطنبول آيدن"، عن "واقع الترجمة من الأدب العربي إلى اللغة التركية خلال العقد الأخير"؛ ثم بحث لمحمد حقي صوتشين، من "جامعة غازي" في أنقرة، بعنوان: "إشكالات الموازنة بين الشكل والمضمون في ترجمة الشعر الكلاسيكي: ترجمة المعلقات السبع ويونس أمرة أنموذجاً". لتختتم الجلسة ببحث سعود يوسف أقيوز، المحاضر في "جامعة يلدرم" بأنقرة، "في حركة الترجمة من التركية إلى العربية ودور المؤسسات التركية: الواقع والتحديات".
أما الجلسة الثانية، والتي ترأّسها حسن ناظم، أستاذ كرسي اليونسكو للحوار في "جامعة الكوفة"، فحملت عنوان "الترجمة الشخصية"، وتضمنت أوراقاً مختلفة هي: "عندما تغدو النسخة أصلاً: الترجمة الشخصية ترجمة؟ أم إعادة كتابة؟" لعبد السلام بنعبد العالي، من "جامعة الرباط"؛ و"الترجمة الشخصية في اللغة الإيطالية: هوية اللسان المزدوج" لمعاوية عبد المجيد، مترجم عن الإيطالية والإسبانية، وأستاذ اللغة الإيطالية في "جامعة الألزاس العليا"؛ و"الترجمة الشخصية وحوار الذات مع الآخر: اللغة الإسبانية بوصفها أداة في خطاب المثاقفة" لإشراق عبدالعال صكبان، أستاذة اللغة الإسبانية، ورئيسة تحرير "مجلة المترجم العراقي"؛ و"الترجمة الشخصية والهوية" لأحمد باسم سعدون، أكاديمي ومترجم ومدير البرامج في كرسي اليونسكو للحوار في "جامعة الكوفة".
في حين عُقدت الجلسة الثالثة، التي ترأسها غسان مراد، رئيس "مركز الأبحاث والدراسات - الجامعة اللبنانية"، تحت عنوان: "الترجمة والرقمنة حاضراً"، وقرئت فيها عناوين مختلفة، هي: "المنطقة المعتمة في التعابير متعددة الكلمات وتحديات الترجمة الآلية: معالجة معجمية آلية باستخدام التعلم العميق" لعز الدين غازي، من "جامعة القاضي - عياض" في المغرب؛ و"الترجمة الآلية والبشرية للنصوص الطبية في زمن الجوائح" لمها مراد، من "الجامعة اللبنانية"؛ و"تقنيات الذكاء الاصطناعي ودورها في تطور برامج الترجمة الآلية في الحياة العصرية الحالية" لمحمود البحري، من "جامعة صحار" العُمانية. واختُتمت الجلسة بمداخلة قدّمها غسان مراد بعنوان "واقع الترجمة الآلية بين اللغات قليلة المصادر الرقمية على الشبكة".
أما الجلسة الرابعة فترأّسها إغناثيو دي تيران، أستاذ اللغة والأدب العربي في "جامعة أوتونوما" بمدريد، وجاء عنوانها "تنويعات ترجمية"، وتضمّنت مداخلات عدة، هي: "محمد عناني معلّماً ومترجماً" لشكري مجاهد، أستاذ الأدب الإنكليزي والأدب المقارن في "جامعة عين شمس"؛ و"إعادة صیاغة الترابط النصّي في الترجمة الشعرية لرباعيات الخيام إلى العربیة" لصادق خورشا، أستاذ اللغة الفارسية بـ"جامعة الإسكندرية"؛ و"إقبالنا (الأردي) من منظور المترجمين العرب: ترجمات قصيدة شكوى أنموذجاً" لإنعام الحق غازي، من "الجامعة الإسلامية العالمية" في إسلام آباد.
كذلك شارك في الجلسة كلٌّ من: بيرسا كوموتسي، مديرة "مركز الثقافة والأدب اليوناني والعربي"، وعقيل المرعي، أستاذ اللغة العربية وتاريخ الإسلام والمنظومات الإسلامية في "جامعة سيانا" الإيطالية، والباحث والمترجم عبد الهادي السعدون الذي قدّم مداخلة مشتركة مع إغناثيو دي تيران، بعنوان: "مفهوم التجديد والمعاصرة في ترجمة الأدب العربي الكلاسيكي بالإسبانية: المعلّقات أنموذجاً".
ومن المقرّر أن تُستكمل الندوات يوم غدٍ، بجلستين: "إشكالات ترجمة المفاهيم الفلسفية"، و"ترجمات النصوص الدينية والحاجة إلى إعادة ترجمتها". وبعد الجلستين مباشرة يقام الحفل الختامي لـ"جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي"، ثم تتويج الفائزين بالجائزة في دورتها الثامنة التي شملت حقولاً مختلفة، من بينها: الدراسات الإسلامية، والأدب، والفلسفة، والعلوم الاجتماعية، والعلوم السياسية، والتاريخ، وغيرها. وقد اعتمدت في دورتها لعام 2022 اللغة التركية لغة رئيسية ثانية بعد الإنكليزية، وخمس لغات أخرى في فئات الإنجاز.