مع اقتراب العام من نهايته، تشهد بيروت حركةً نشطة، ربما لتعويض ما فات خلال الأعوام السابقة. تظاهراتٌ عدّة عادت لتُعقَد من جديد بعد أن طالت يدُ الإغلاق تلك المناشط بفعل الجائحة أو الظروف السياسية والاقتصادية.
على الجهة المقابلة، هناك تظاهرات جديدة تندرج في سياق ترميم المشهد الثقافي المتضرّر. وآخر الأنشطة التي أُعلنَ عنها هي مهرجان "ما بينَ بين" الذي تنطلق فعالياتُ دورته الأولى بعد غد الأربعاء، وتستمر حتى العشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري.
حسب المنظِّمين، فإنّ برنامج المهرجان مبنيٌّ على عملية بحث استغرقت عاماً كاملاً في حقول فنّية مختلفة، هي: الفنون البصرية، وفنون الأداء والرقص، والموسيقى، وتصميم الألعاب الافتراضية بالإضافة إلى المسرح والأدب.
صحيح أن برنامج المهرجان يشتمل على ثلاثة وعشرين نشاطاً تتوزّعها تسع فضاءت ثقافية في المدينة، إلّا أنّ اقتصارها على بيروت يزيد من حالة المركزية الثقافية في البلاد، في حين ما زالت باقي المناطق تتطلّع لأن تصلها بعض الأنشطة الثقافية.
تنطلق أولى الفعاليات من "مصانع أبرويان" بإقامة معرضين للصور الفوتوغرافية يُشارك فيهما اثنان وعشرون فناناً، إلى جانب عرضين مسرحيّين تحتضنهما "سينما رويال" بعنوان: "She-Wolves" لـ لورا كارلس من بريطانيا، و"Leatherface" للمخرجة اللبنانية ضنا مخايل، وإطلاق تجهيز متعدّد الوسائط بعنوان "سرديات بيروت" يتناول انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب/ أغسطس 2020، وانعكاس ذلك على حياة وذاكرة الناس.
ومن الأنشطة الأُخرى التي يتضمّنها جدول الفعاليات: "المُحاق" وهو عرض كوريغرافي لستة راقصين، وإطلاق العدد الأول من مجلة "AMBIT 248" التي تتناول فكرة الحرب من خلال قراءات فنّية، وجولة استكشافية لفنّ الشارع في منطقة الحمرا، على أن تُختتم الأنشطة بعرض مسرحي يحمل عنوان "فرحة".