خلال الزلزال الذي ضرب مناطق من المغرب في الثامن من أيلول/ سبتمبر الماضي، تضرّرت العديد من المباني الأثرية والثقافية؛ من بينها "متحف التراث اللامادي" في "جامع الفنا" بمدينة مرّاكش، والذي أعلنت "المؤسَّسة الوطنية للمتاحف" أنّه سيفتح أبوابه مُجدَّداً أمام الزوار، ابتداءً من الأحد المُقبل، بعد فترة إغلاق لم تتجاوز الشهر.
وقالت المؤسَّسة، في بيان لها، إنّه كان الأقلّ تضرُّراً من الزلزال مقارنةً بمبانيَ أُخرى، مُضيفةً أنّه خضع لأعمال إصلاح وتدعيم جرى تنفيذها "في وقت قياسي".
وتزامُناً مع إعادة فتح المتحف، ينطلق معرضٌ استعادي للتشكيلي المغربي الراحل عبّاس صلادي (1950 - 1992) المولود في مدينة مرّاكش، يضمّ أعمالاً "تنقلنا إلى عوالم غريبة مليئة بالرموز والأشكال المثيرة للدهشة، حيث تمزج الأجساد البشرية بالنبات وكائنات أُخرى من وحي خيال الفنّان، بينما يستمدّ الإلهام من هذا المكان الأسطوري لساحة جامع الفنا"، وفق البيان.
يتفرّع المعرض إلى ثلاثة أقسام تُمثّل المراحل الثلاث في تجربة صلّادي الفنّية؛ فبينما يُضيء الأوّل على الواقع اليومي للفنّان من خلال لوحات تنتمي إلى الأسلوب الساذج، يُضيء الثاني على انشغال صلّادي بالتركيب الذي أصبح أساسياً في عمله، الذي اتّضحت توجّهاته، كما يعكس التأثيرات الشرقية - الفارسية والفرعونية - عليه.
أمّا القسم الأخير، فيضمّ أعمالاً تعكس، حسب المنظّمين، النضج الفنّي الذي بلغه صلادي؛ وهي أعمالٌ يهيمن عليها الجسد العاري وما يطرحه من أسئلة اجتماعية- ثقافية في المجتمعات المُحافظة.